أخر الاخبار

لماذا اختبأ أبوجهامة من قوات المكافحة والأمن المركزى تحت السرير؟!

لماذا اختبأ أبوجهامة من قوات المكافحة والأمن المركزى تحت السرير
لماذا اختبأ أبوجهامة من قوات المكافحة والأمن المركزى تحت السرير

لماذا اختبأ أبوجهامة من قوات المكافحة والأمن المركزى تحت السرير؟!!

لم تكن هذه المهمة الخاصة مهمة عادية على الإطلاق لكنها كانت مهمة خاصة ممتلئة بالعديد والعديد من الأحداث المتوالية والغير متوقعة .. وذلك منذ اللحظة الأولى لتجميع القوات أسفل مبنى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات فى الرابعة فجرآ وحتى تحركنا قاصدين محافظة الإسماعيلية حيث كانت الأجواء عصيبة جدا لأن المأمورية نفسها كانت عصيبة جدا وخطيرة!!.. لأنها كانت تستهدف ضبط اخطر  تاجر جلب لمخدر الحشيش وهو سعيد أبوجهامة !!.

تجميع القوات أسفل مبنى المكافحة بالعباسية وتلقى الأوامر

 

فى الرابعة فجرا كنت داخل مكتب اللواء أحمد الخولى مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وكان المكتب ممتلئ بقيادات الإدارة المكلفين بالمأمورية حيث تم التنسيق مع فرع الإدارة بالإسماعيلية والذى يرأسه اللواء محمد ثروت وكان التنسيق والإتصال مستمر وبشكل دقيق جدأ بين قيادات القاهرة بقيادة اللواء الخولى وقيادات الإسماعيلية بقيادة اللواء ثروت .

استاذنت اللواء محمد ثروت أن أقوم بعمل مقدمة من أسفل مبنى الإدارة كى أشرح للجمهور طبيعة المأمورية وقوامها وملامح عامة عن التفاصيل دون الخوض فى التفاصيل الدقيقة لإحتياطات أمنية بالغة الحساسية ..وبالفعل قمت بعمل مقدمة سريعة وخاطفة من أسفل مبنى المكافحة أعقبها تحركنا جميعآ إلى محافظة الإسماعيلية .

لم نستغرق وقتأ طويلا ففى غضون ساعة وصلنا إلى محافظة الإسماعيلية وكانت الخطة تستدعى أن نذهب أولأ إلى قطاع الأمن المركزى بمحافظة الإسماعيلية حيث هم الذراع التأمينى الذى سوف يقوم بتأمين المأمورية تأمينآ كاملأ .. وبالفعل وبمجرد دخولنا إلى مقر معسكر الأمن المركزى وجدنا القوات فى وضع الإستعداد والمدرعات والسيارات المصفحة ممتلئة بضباط وجنود العمليات الخاصة حيث تحرك الجميع إلى الهدف المحدد والمعلوم وهى فيلا سعيد أبوجهامة المترامية الأطراف .

كوردون أمنى ومحاصرة المكان من جميع الاتجاهات

كانت الساعة تقترب من الخامسة ونصف فجرآ حيث كان موعد الإستهداف محدد له لحظة الشروق ..كنت قد قمت باستبدال ملابسى قبل مرفقة  سيارات الشرطة  التى كانت تسير فى صف طويل جدا تتقدمها مدرعات الأمن المركزى والعمليات الخاصة .. السكون كان يفرض نفسه على الطرق الوعرة التى كنا نسير فيها لا يقطعه سوى صوت الإشارات اللاسلكية المنبعثة من أجهزة اللاسلكى التى كانت بيد الضباط .. حيث كل قيادة أمنية كانت حريصة أن تبلغ قيادتها الأعلى بكل التفاصيل .. فاللواء محمد ثروت مدير أدارة مكافحة المخدرات بمدن القنال والإسماعيلية كان حريص أن يخطر لاسلكيآ اللواء أحمد الخولى مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات على مستوى الجمهورية بكل التفاصيل وكذلك قيادات الأمن المركزى كانت حريصة على إخطار قيادتها الأعلى بكل التفاصيل وأيضآ ضباط سلاح الكلابة كانوا حريصون على اتباع نفس هذا النهج .. وما هى إلا لحظات حتى انبعثت كل الإشارات اللاسلكية بجملة واحدة فقط .. كل قيادة تخطر قيادتها الأعلى بجملة واحدة فقط .. وهى وصول القوات للهدف المعلوم .

لتنتشر القوات من كل اتجاه بشكل اكثر من رائع ويتم محاصرة المكان بالكامل من كل اتجاه وتتوجه الأسلحة النارية حيث الفيلا المستهدفة .. كل ضابط من ضباط الأمن المركزى يحمل الرشاش الهكلر ويتوجه فى اتجاه معين .. الكلاب تنتشر بصحبة مساعدين الشرطة من الصولات القدامى الذين قضوا حياتهم بالكامل فى تدريبها والسهر على راحتها .. كل صول يمسك بالكلب ويسرع وراء الاتجاه الذى يسير فى الكلب فالكلب هنا هو الدليل وليس صاحبه !!.. ودخلنا جميعآ الى المكان دون مقاومة من أى أحد على  الإطلاق وبمجرد الدخول كانت المفاجأة .

ضبط البضاعة ماركة مرسيدس والتاجر مختبئ تحت السرير 

بمجرد دخولنا إلى بهو الفيلا استطاع ضباط المكافحة بمساعدة كلاب الأمن والحراسة من ضبط أطنان من مخدر الحشيش اللبنانى ماركة مرسيدس !!..وكانت المفاجأة الغريبة جدا هو اختباء صاحب الفيلا وتاجر المخدرات تحت السرير معتقدآ أنه بذلك سوف ينجو من قبضة رجال الأمن وهو مشهد جعل اللواء محمد ثروت يبتسم اثناء رفع الألواح الخشبية للسرير وهو يقول لتاجر المخدرات ( إيه اللى إنت عامله فى نفسك ده ياسعيد !!).

أبوجهامة يعتدى علينا بالسب والشتم وتنتابه حالة عصبية 

الغريب أن أبوجهامة قد تناسى كل شئ من حوله ولم يركز إلا معى أنا شخصيآ ومع فريق عملى حيث تطاول علينا بالألفاظ ورفض ان نقوم بعملنا المكلفين به ووصفنا بالأشكال القذرة وكنت حريص أن أنقل كل هذه الأمور التى كانت تحدث للشاشة دون مونتاج ودون حجب لأى شئ كى يشعر المشاهد بأنه فى قلب الحدث وهو ماحدث بالفعل حيث اصدرت تعليماتى للمخرج والمصورين بالاستمرار فى التصوير وعدم غلق الكاميرا أبدا لترصد الكاميرا كل هذه التفاصيل بالكامل ويتم عرضها على شاشة التليفزيون لتكون حديث الشارع المصرى كله منذ اذاعتها وحتى هذه اللحظة .. فرغم مرور مايقرب من ثمانية سنوات مازال الناس يستوقفونى فى الشارع ويسألونى نفس السؤال المتكرر معى طيلة الثمانى سنوات وهو " هو الراجل ده غبى اوى كده انه يستخبى تحت السرير .. هو ليه عمل كده ؟!". فابتسم وأعود بذاكرتى إلى الوراء فتعرض أمامى وقائع وأحداث هذه المأمورية وكأنها كانت بالأمس القريب لكنها فى الحقيقة كانت " مهمة خاصة زمان " ’.. وللحديث بقية .



الإعلامى أحمد رجب
بواسطة : الإعلامى أحمد رجب
الاعلامى أحمد رجب.. ضابط شرطة سابق بوزارة الداخلية .. ومقدم برنامج مهمة خاصة على شبكة قنوات الحياة .. كاتب مستقل ومفكر.. حاصل على درجة الماجسنير من كلية الحقوق جامعة القاهرة.. خريج كلية الشرطة عام 1998 .. له العديد من البرامج التليفزيونية الناجحة وأشهرها برنامج مهمة خاصة .. تكرم من العديد من المؤسسات الرسمية والتعليمية وابرزهم وسام جامعة بنها وجامعة القاهرة ومعهد الاسكندرية العالى للاعلام .. محاضر غير متقرغ فى بعض الجامعات وابرزهم الجامعة الامريكية بالقاهرة.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-