عرسة دخل الشقة من فتحة الشفاط
ما حدث فى الساحل لم يصدقه أحد, ولو تم عرضه فى فيلم سينمائى أو كتبه مؤلف فى رواية, لم ولن يصدقه أحد أيضآ, فقد شهد حى الساحل واقعة عجيبة وفريدة وغريبة من نوعها, شاب صغير أصلع الشعر نحيل الجسد ينادونه فى المنطقة بإسم عرسة, يتمكن هذا العرسة من دخول منور إحدى العقارات بمنطقة الساحل.
.png "الساحل") |
| الساحل _ عرسة تسلق المواسير ودخل الشقة من فتحة شفاط المطبخ. |
وبعد دخوله المنور, تسلق مواسير المياه, حتى وصل إلى الدور السادس والأخير, وليت الأمر قد إنتهى عند هذا الحد, بل قام عرسة بكسر شراعة شفاط المطبخ الخارجية, ومساحتها لا تتجاوز ربع متر طول فى ربع متر عرض, فهى مساحة ضيقة للغاية, لا تسمح بدخول جسم إنسان على الإطلاق, لكن عرسة تمكن من الدخول بكل أسف.
إعادة تمثيل الواقعة واستحالة الدخول من فتحة الشفاط
.png "الساحل") |
| إعادة تمثيل الواقعة. |
ورغم أن الأمر كان يكتنفه بعض الخطورة, حيث أن الشقة كائنة بالدور الأخير, والإرتفاع عالى جدآ, ومجرد الخطأ الواحد سوف تكون فاتورته هى فقدان الحياة نفسها, ولكن فضولى كان يدفعنى لإعادة تجسيد هذه الواقعة الغريبة, كى أشاهد بنفسى وأحاول بنفسى أن أرى هذه الفتحة, وهل استطيع أن أتجاوزها أو حتى أمرر رأسى منها.
وكانت النتيجة هى استحالة ذلك استحالة تامة, ليس بالنسبة لى فقط, ولكن بالنسبة لأى شخص أخر, حتى لو كان هذا الشخص الأخر نحيف القامة جدآ, فالأمر لم يكن يتعلق بالنحافة ولا يتعلق بالبدانة والتخن, ولكن الأمر نفسه يتعلق بالناحية العلمية الهندسية, التى لا تسمح علميآ وهندسيآ بمرو جسم بشر من هذه الفتحة ذات القطر متناهى الصغر.
أنا مولود وجسمى جسم عرسة ياباشا
.png "الساحل") |
| عرسة يكشف سر تمكنه من الدخول للمسكن من فتحة الشفاط. |
كنت أسأله وأنا مبتسم ومندهش, وكان هو ينظر لى وكأن لسان حاله يقول لى بأن مفيش شئ يدعو للضحك, أخبرنى بأن جسمه مثل جسم العرسة تمامآ, فهو يستطيع التحكم فى عضلاته وفى مفاصله وفى كل جزء فى جسده بشكل بارع, بل أنه يستطيع أن يتحكم فى عضلات رأسه نفسها ويجعل جمجمة رأسه تنكمش.
الغريب أنه كان يصف ذلك بالموهبة والإمكانيات الخارقة, وقلت له بأن لو هذه كانت موهبة وإمكانيات خارقة فلماذ لم تستخدمها فى أمر مفيد أو رياضة أو حتى كلاعب فى السيرك أو غيرها من أوجه الأنشطة المشروعة, بدلأ من أذى الناس والدخول لمساكنهم بهذا الشكل المخيف, والإعتداء على أطفالهم, فصمت ولم يتحدث وظلت نظراته شاردة.
الطفلة ضحى أنقذها الله من عرسة الحرامى
 |
| الطفلة ضحى أنقذها الله من عرسة الحرامى بأعجوبة. |
ضحى الطفلة الجميلة ذات الثلاثة عشرة عامآ, كانت تجلس بمفردها فى غرفتها تطالع دروسها, تركاها والديها, وذهبا فى زيارة عائلية بسيطة, وأوصوها بالمذاكرة والتركيز فى دروسها, حيث أن إمتحان الصف الثانى الإعدادى كان بعد أيام قليلة, وجلست ضحى على مكتبها البسيط تطالع دروسها وتستعد للإمتحان.
وفجأة سمعت ضحى صوت غريب وخربشة بالخارج, كان مصدر الصوت هو المطبخ, فالصوت قادم من المطبخ, وضحى تعلم جيدآ أن والديها قد غادرا الشقة منذ قليل, وأنها بمفردها, ظنت ضحى أنه فأر أو عرسة دخلت إلى المطبخ, حيث أن الشقة بالدور الأخير وقريبة جدا من سطح العقار, ولكن الصوت تحول إلى كسر وإرتطام, وصوت أنفاس متلاحقة لشخص غريب موجود بالمطبخ.
هنا ضحى كادت أن تموت رعبآ وفزعآ, كاد قلب الطفلة أن يتوقف من شدة الخوف, لاحظ عرسة أن هناك غرفة مضيئة وبها شبه حركة, حيث كان يظن أن جميع أفراد الأسرة بالخارج, أخرج عرسة مطواه القرن الغزال, واقترب فى حذر من غرفة الطفلة, وكانت ضحى تحتمى بالدباديب والعرائس, كانت تضم الدباديب إلى صدرها وجسدها يرتعد, إقترب منها عرسة وظل يغزز المطواه ثمانى مرات فى جسد الطفلة النحيل, فى بطنها وصدرها, فسقطت الطفلة على الفور وتحول فرشها ولون ملابسها وعرائسها للون الأحمر.
ضحى لا تترك أمها لحظة وترفض العودة لشقتها مرة أخرى
.png "الساحل") |
| ضحى لا تترك أمها لحظة وترفض العودة لشقتها مرة أخرى. |
كان من الطبيعى أن تتأثر الطفلة نفسيآ بما تعرضت له, فما شاهدته وتعرضت له لا يمكن أن تتحمله السيدات المتزوجات أو الأمهات, فما بالكم بطفلة فى الصف الثانى الإعدادى, فوجئت بشخص غريب يدخل شقتها من فتحة شفاط المطبخ, وهى بمفردها, فى غيبة أهلها وذويها.
كان طبيعيآ أن تتأزم الطفلة, وتشعر بحالة نفسية تجاه العقار بشكل عام , وتجاه شقتها وغرفتها بشكل خاص, ولكنى لاحظت فى الطفلة الصغيرة روح البأس والتحدى والإصرار, لاحظت فيها أنها فقط تريد فترة نقاهة, تمكث فيها بعض الوقت عند جدها لا أكثر, مما جعلنى أبتسم وأنا أحاورها أسفل باب العقار بجوار والدتها.
ضباط مباحث الساحل قبضوا على عرسة بعد ساعتين فقط
.png "الساحل") |
| تحية لضباط مباحث قسم الساحل ومفتش فرقة الشمال. |
كالعادة نجحت الإدارة العامة لمباحث القاهرة وبالتحديد ضباط مباحث قسم شرطة الساحل, من تحديد هوية الجانى, وضبطه فى أقل من ساعتين, حيث كان عرسة من الأشقياء الذين لهم صحيفة حالة جنائية مبهرة لدى مباحث القسم ومعروف عنه إرتكاب هذه النوعية من الجرائم.
تمكن المقدم أحمد عبدالعزيز رئيس مباحث الساحل ومعاونوه, تحت إشراف العميد حاتم الببنانى مفتش فرقة الشمال, من ضبط عاطف عرسة, عقب إرتكابه الواقعة بوقت قصير جدآ, حيث تم ضبطه بمنطقة روض الفرج بالقرب من مكان إرتكاب الواقعة .
كانت قوات الشرطة قد تواجدت فى شارع باسيلى بحى الساحل, وهو الشارع الذى يقع فيه عمارة الطفلة ضحى, وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث, وتم الإستماع لأقوال الطفلة بمستشفى الساحل , التى أدلت بأوصاف تفصيلية عن المتهم, ليتم تحديد هويته وإستهدافه والقبض عليه بروض الفجر مختبئآ فى ورشة خراطة.
الدروس المستفادة من هذا الحادث
هذا الحادث بالذات الذى وقع فى الساحل , لابد وأن نخرج منه ببعض العبر والدروس المستفادة, التى يجب أن نضعها نصب أعيننا دائمآ, وهى دروس موجهه لأولياء الأمور تحديدآ, خاصة الذين يتهاونون ويستخفون بحياة أطفالهم, ويتركونهم بمفردهم داخل المنزل, ويمكن إجمال هذه الدروس المستفادة فيما يلى:
- عدم ترك الأطفال بمفردهم بالمنزل لأى سبب من الأسباب ومهما كانت المبررات.
- تأمين مداخل ومنافذ الشقة فى حالة مغادرتها وعدم التهاون فى هذا الأمر على الإطلاق.
- إحكام إغلاق الشبابيك الرئيسية والفرعية بترابيس قوية حديدية.
- تسجيل أرقام تليفونات ضباط مباحث القسم فى سجل الأسماء لدى أجهزة محمول أولادكم .
- تسجيل أرقام النجدة بنفس الأسلوب فى أجهزة محمول الأطفال ونشرح لهم كيفية التعامل مع الأزمات.
- تدريب الأطفال بشكل مستمر على كيفية التعامل مع الأزمات وكيفية التصرف فى المواقف الطارئة المختلفة.
- عدم الإعتماد أو التواكل على البواب أو حتى على ذكاء الطفل أو الطفلة فى التعامل والتصرف.
فهذه هى دروس ونتائج مستفادة, لابد وأن نضعها فى الحسبان وفى عين الإعتبار, لأننا لا نعيش وسط ملائكة, والحرص كل الحرص يعتبر من المسلمات التى يجب أن ننتبه لها, خاصة مع أطفالنا وذوينا.
الخاتمة
بمجرد عرض هذه الواقعة التى حدثت فى حى الساحل بالقاهرة وعرض كل تفاصيلها على التلفاز, تهافتت الصحف ومواقع الأخبار على نشر تفاصيلها , التى كانت أكثر من مثيرة, ولعل كان أبرز هذه المواقع, هو موقع اليوم السابع, الذى كتب مقال بالصورعن هذا الحادث المؤلم, وفى النهاية فإن الجريمة لا تفيد, وفى النهاية, فإن المجرم مهما كان حويط أو ضليع, فلابد وأن يسقط فى يد العدالة.
