📁 آخر الأخبار

قناة السويس _ أكبر تورتة فى مصر بالريموت كونترول

 

أكبر تورتة فى مصر بالريموت كونترول

كنت مندهشآ وأنا أقف أمام أكبر تورتة فى مصر, التى تجسد قناة السويس,  صصمتها شركة مونجينى للحلويات, وهى شركة هندية لها فروع فى كل أنحاء العالم,  تم تصميم التورتة على شكل قناه السويس,  وكانت مهداه إلى السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى,  بمناسبة توسيع المجرى الملاحى لقناة السويس.

قناة السويس
قناة السويس _ أكبر تورتة فى مصر بالريموت كونترول. 

 وقد حالفنى الحظ أن أكون أول من شاهد هذه التورتة, وذلك قبل خروجها من مصانع مونجينى,  وقبل إعدادها وتجهيزها لشحنها إلى بورسعيد,  كى تشارك فى مراسم إفتتاح قناة السويس الجديدة,  وبعد ذهابى إلى مصانع مونجينى بمنطقة أبورواش بمحافظة الجيزة,  لفت نظرى العديد من الأمور والأسئلة التى كنت فى حاجة إلى إجابة وافية لها, والعديد من الإستفسارات الهامة التى كنت فى حاجة ماسة إلى شرح وافى لها.

الإبداع فى التصميم الهندسى سر النجاح

قناة السويس
الإبداع فى التصميم الهندسى لتورتة قناة السويس.

كان أول سؤال بادر إلى ذهنى,  هو كم عدد الشيفات الذين شاركوا فى صناعة هذه التورتة العملاقة,  وعلمت أثناء حوارى مع المسئولين بشركة مونجينى,  أن هناك أكثر من ألف وخمسائة عامل قد شاركوا فى صناعة تورتة قناه السويس الجديدة,  التى كانت عبارة عن عن مجسم لقناة تعبره وتسير فيه السفن,  عن طريق الريموت كنترول.

 كما لفت نظرى أيضآ,  سماع النشيد الوطنى الذى كان ينبعث من كل جانب فى التورتة,  بشكل أكثر من رائع, وكان السؤال الملح بالنسبة لى, هو من الذى أبدع فى هذا التصميم الهندسى لتورتة قناة السويس,  وعلمت أنه مهندس شاب من الهند,  تم استدعاءه خصيآ من نيودلهى, كى يضع لمساته فى تصميم هذه التورتة العملاقة.

 وبعد أن رصدت عدسة برنامج مهمة خاصة تورتة قناة السويس الجديدة العملاقة,  وبعد أن عقدنا أكثر من لقاء مع رئيس مجلس إدارة شركة مونجينى الهندى الجنسية,  ومع رؤساء الأفرع والموظفين والعمال,  كان لابد أن نتوجه سريعآ حيث الإحتقال الأسطورى بافتتاح قناة السويس الجديدة,  وبالفعل توجهنا إلى محافظة بورسعيد,  قبيل الإفتتاح بساعات , وكنت حريص أن أعبر وأجتاز باللانش مجرى القناة , وأقوم بتصوير التجهيزات , ورصد المجرى الملاحى الجديد,  وغيرها من المشاهد واللقطات  التى لم تكن غير مألوفة للمشاهد على الإطلاق.

ظهور يخت المحروسة الذى رحل عليه فاروق الأول 

قناة السويس
يخت المحروسة الذى رحل عليه فاروق الأول.

كان العمل يجرى على قدم وساق,  وكانت محافظة بورسعيد,  بأكملها تستعد لاستقبال هذا الحدث التاريخى العظيم,  وهو افتتاح هذا المجرى الملاحى الجديد,  الذى يبلغ طوله خمسة وثلاثون كيلومترا,  بمحاذاه قناة السويس القديمة,  الأصلية والتى يلغ طولها حوالى مائة وتسعون كليومترا.

 وكان الهدف الرئيسى من شق هذا المجرى الملاحى الجديد,  وهو الهدف الذى ربما يجهله أغلب العامة من الشعب المصرى, هو تجنب الوقوف المتكرر للسفن العابرة للقناة,  بحيث تمر السفن فى  الإتجاهين,  دون أن تضطر السفن إلى الوقوف فى أماكن الإنتظار المخصصة لها,  لحين عبور غيرها من السفن, وكان أهم ما لفت نظرى وإنتباهى وأنا أستقل لانش المسطحات المائية وأتجول به فى المجرى الملاحى الجديد,  هو ظهور سفينة المحروسة.

  تلك السفينة الكلاسيكية القديمة التى غابت عن الأنظار لمدة تزيد عن نصف قرن,  وبالتحديد منذ رحيل الملك فاروق إلى إيطاليا,  فهى السفينة التى كان على متنها فاروق الأول,  والتى قادها الربان المصرى الشهير جلال علوبة,  سفينه المحروسة تشكل فى حد ذاتها تاريخ طويل , وتحوى أسرار,  ربما لم يتم الكشف عنها حتى هذه اللحظة .


القيادات الأمنية ببورسعيد وتأمين مقر الإحتفال 


قناة السويس
القيادة الأمنية المكلفة بتأمين إفتتاح قناة السويس الجديدة.

كان لى لقاء مهم مع السيد مساعد أول وزير الداخلية مدير أمن بورسعيد,  وقيادات المسطحات المائية المكلفين بتأمين المجرى الملاحى بالكامل,  وكعادة وزارة  الداخلية كان  التأمين على المستوى اللائق , سواء التأمين داخل المجرى الملاحى نفسه أو تأمين مقر الإحتفال بشكل عام,  وما هى إلا لحظات حتى شاهدت الشاحنة العملاقة القادمة من منطقة أبورواش بمحافظة الجيزة,  والتى كانت تحوى تورتة قناة السويس الجديدة,  وابتسمت بداخلى حيث كنت أول من شاهد هذه التورتة العملاقة منذ ساعات قليلة مضت.

وتم دخول الشاحنة إلى الساحة الداخلية المخصص لإنتظار السيارات,  والملحقة بمبنى الإحتفال, وكانت الشاحنة عبارة عن ثلاجة ضخمة,  بداخلها تورته قناه السويس, حيث وصلت التورتة العملاقة فى حالة ممتازة ومتماسكة بالكامل, وتم سحبها ووضعها فى البهو الرئيسى لقاعة الإحتفالات الكبرى, تلك القاعة التى إستقبلت الملوك والأمراء ورؤساء الدول من الضيوف الذين حرصوا على حضور هذا الحفل التاريخى الكبير.

وقد حرص مساعد أول وزير الداخلية على متابعة الحالة الأمنية, وظل مرافقآ لنا فى كل تحركاتنا داخل محافظة بورسعيد, وكما يظهر فى الصورة مساعد وزير الداخلية مدير أمن بورسعيد يرتدى الملابس المدنية, وبجواره القيادات الأمنية رفيعة المستوى من الأمن العام,  والمسطحات المائية,  وغيرها من أجهزة وزارة الداخلية, حيث كان التأمين يسير على قدم وساق بمختلف المناطق الجغرافية بمحافظة بورسعيد, تحسبآ لأى رد فعل من هؤلاء المتربصين بالوطن, سواء هؤلاء المتربصين من الداخل أو الخارج, وكان السيد رئيس الجمهورية يتابع بنفسه كل التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة.

الملوك والأمراء ورؤساء الدول منبهورن بتورتة قناة السويس 

وقد حظيت تورتة قناه السويس الجديدة بإعجاب وإنبهار الضيوف من الملوك والأمراء ورؤساء الدول, ممن حرصوا على تلبية الدعوة التى وجهتها لهم الدولة المصرية لحضورهذا العرس الوطنى المشرف,  وهو إفتتاح قناة السويس الجديده, حيث كانت التورتة متراصة بكل أجزائها المتماسكة فى مدخل البهو الرئيسى للقاعة.

وكانت التورتة لافتة  لنظر كل من يدلف من الباب الرئيسى للقاعة, حيث بمجرد أن تشاهدها تشعر وكأنك أمام مياه البحر الأحمر المتلاطمة, وتشعر وكأن السفن العملاقة تمر بالمجرى الملاحى لقناة السويس, حيث كان التصميم الهندسى آية فى الروعة والجمال والتجسيد الحى والواقعى لقناة السويس.

وكان اللافت للنظر أيضآ,  هو علم مصر,  الذى كان يزين التورتة, وأيضآ النشيد والسلام الوطنى,  الذى كان ينبعث من كل أجزاء التورتة, وأيضآ أصوات خرير الماء,  الذى كان عبارة عن شلالات ومنحنيات ذات ألوان زرقاء تشبه مياه البحر,  وقد تخللها الماء هنا وهناك, كل ذلك جعل الضيوف يتوقفون برهة من الوقت أمام التورتة,  والبعض منهم كان حريص على إلتقاط الصور التذكارية بجوار تورتة قناه السويس.

الخاتمة

وهكذا فإن تورتة قناة السويس الجديدة,  التى صنعتها شركة مونجينى للحلويات, تلك الشركة الهندية الأصل,  والمنتشرة فى ربوع مصر منذ سنوات عديدة, تعد نموذج وطنى مشرف لأكبر تورتة فى مصر,  جسدت بكل عبقرية شكل المجرى الملاحى الجديد,  بكل طاقته وإمكانياته,  وما يحويه من تطورات ومستحدثات,  وتخفيف كبير عن كاهل المجرى الملاحى القديم, حيث كان الماكيت الهندسى قمة فى الروعة والجمال, وكانت هذه هى المرة الأولى التى تساهم فيها شركة أجنبية فى تصنيع مثل هذه التورتة الوطنية العملاقة,  وتقدمها كهدية رمزية للدولة المصرية, لتكريس وتوثيق هذا الحدث التاريخى العظيم, الذى سيظل عالقآ ومحفورآ فى وجدان وقلوب المصريين.






الإعلامى أحمد رجب
الإعلامى أحمد رجب
الاعلامى أحمد رجب.. ضابط شرطة سابق بوزارة الداخلية .. ومقدم برنامج مهمة خاصة على شبكة قنوات الحياة .. كاتب مستقل ومفكر.. حاصل على درجة الماجسنير من كلية الحقوق جامعة القاهرة.. خريج كلية الشرطة عام 1998 .. له العديد من البرامج التليفزيونية الناجحة وأشهرها برنامج مهمة خاصة .. تكرم من العديد من المؤسسات الرسمية والتعليمية وابرزهم وسام جامعة بنها وجامعة القاهرة ومعهد الاسكندرية العالى للاعلام .. محاضر غير متقرغ فى بعض الجامعات وابرزهم الجامعة الامريكية بالقاهرة.
تعليقات