بنترست انت نموذج حقير _ لقائى الثانى مع اسماعيل حريقة فى الحجز
📁 آخر الأخبار

انت نموذج حقير _ لقائى الثانى مع اسماعيل حريقة فى الحجز

 انت نموذج حقير

ربما لم يعلم الكثير من الناس تفاصيل لقائى الثانى مع اسماعيل حريقة,  الذى وجهت له الجملة الشهيرة,  انت نموذج حقير, وذلك لحظة القبض عليه أثناء إختفاءه وجلوسة فى مقهى شعبى فى إحدى الشوارع الجانبية المتفرعة من طريق النصر بالقاهرة, حيث كان اسماعيل متهمآ ومطلوبآ لدى الأجهزة الأمنية.

انت نموذج حقير
انت نموذج حقير _ لقائى الثانى مع اسماعيل حريقة فى الحجز.
ربما أوضحنا فى مقالة سابقة,  تفاصيل هذه المأمورية الأمنية,  التى شاركت فيها بعدسات برنامجى مهمة خاصة,  الإدارة العامة لمباحث القاهرة,  وبالتحديد مباحث قسم شرطة المعادى, والتى استهدفت القبض القبض على أحد الأشقياء ويدعى إسماعيل حريقة, والذى صدر ضده قرارآ من النيابة العامة بالضبط والإحضار, بعد تورطه فى إنهاء حياة طفل صغير يدعى سيف يبلغ من العمر ثمانية سنوات. وكان مقالنا تحت عنوان سر جملة إنت نموذج حقير التى نطقتها بعفوية, وشرحنا فى مقالنا السابق تفاصيل الواقعة.

انت نموذج حقير انت مش إنسان

انت نموذج حقير
اسماعيل حريقة بعد القبض عليه والوصول به للفسم.
كان إنفعالى على إسماعيل حريقة,  هو إنفعال طبيعى جدآ,  يعبر عن لسان حال كل من شاهد هذه الحلقة,  سواء عبر شاشات التلفاز من خلال شبكة قنوات الحياة, أو شاهدها من خلال منصة اليوتيوب,  أو وسائل التواصل الإجتماعى بشكل عام, فلم أكن أتوقع حجم ما فعله اسماعيل حريقة  ضد هذا الطفل الصغير ذو السبع سنوات,  والذى تركته أمه أمانة لدى صديقتها منى  وزوجها إسماعيل حريقة.

كانت كريمة والدة الطفل المسكين سيف,  الذى لاقى حتفه على يد حريقة,  امرأة سيئة السيرة,  متعددة الزواج,  خاصة الزواج العرفى, وكانت  تنجب من هذا ومن ذاك, وكانت دومآ تترك إبنها سيف لدى الجيران, وكان اسماعيل حريقة وزوجته منى أصدقاء مقربين لكريمة والدة سيف, وكان الطفل رحمه الله دائم التبول اللاإرادى, وكان هذا التبول هو السبب فى القضاء على حياته.

كان سبب الجريمة غريب جدآ بالنسبة لى, فكيف لهذا الوحش الأدمى الذى يدعى اسماعيل حريقة أن يقضى على هذا الطفل البرئ المسكين,  والذى تركته أمه أمانة لديه ولدى زوجته, لمجرد أن الطفل يتبول تبولآ لا إراديآ, تعجبت جدا واشتعل الغضب داخل جوارحى,  عندما علمت أن إسماعيل قد تعمد كى العضو الذكرى للطفل بالسكين الساخن,  قبل أن يجهز عليه, وهو ما دعانى بأن إنفجرت فى وجهه غاضبآ قائلا له إنت نموذج حقير.

الطفل داخل الثلاجة ومشهد لم أنساه مهما مر الزمن

انت نموذج حقير
مشهد الطفل سيف داخل المشرحة لم ولن أنساه فى حياتى.
محال أن أنسى هذا المشهد داخل مستشفى مبرة المعادى, عندما ذهبت أنا ورجال مباحث قسم شرطة المعادى,  لمعاينة جثمان الطفل سيف داخل ثلاجة المستشفى, وتعمدت أن يفتح لى عامل المستشفى درج الفريزر, ذلك الدرج الراقد بداخله جثمان الطفل سيف, وبالفعل حدث ذلك,  ونقلت ذلك حصريآ عبر شاشات التلفاز حيث كان المشهد قاسى للغاية.

كان المشهد قاسى بسبب مايوجد  فى الأعضاء التناسلية للطفل, كانت الإصابات مفزعة عن حق, لم أكن أتخيل أن هذا الوحش الآدمى الذى يدعى إسماعيل حريقة قد تجرد من كل معانى الضمير الإنسانى وارتكب مثل هذه الأفعال, إرتكبها فى حق طفل مسكين صغير لم يبلغ الحلم, لمجرد أنه كان يتبول لا إراديآ.

لم يكن إسماعيل حريقة فى نظرى مجرد نموذج حقير فحسب, بل كان نموذج شيطانى فريد من نوعه, نموذج أحقر مما يمكن أن تتخيله, نموذج سئ  من البشر إنعدمت بداخله كل معانى الشفقة والضمير والإنسانية والرحمة, كان مشهد جثمان الطفل النحيل داخل ثلاجة مستشفى مبرة المعادى,  مشهدآ قاسيآ على أى إنسان, لذا فهذا المشهد لم ولن أنساه فى حياتى مهما مر الزمن.

أسباب إرتكاب الجريمة ودوافعها 

هنا لابد لنا من وقفة, فأسباب هذه الجريمة بالذات كانت غريبة جدآ وفريدة من نوعها, وتحمل بين طياتها العديد من علامات الإستفهام, بعض هذه الأسباب يتعلق بالمجرم نفسه, والبعض الأخر يتعلق  بالأسرة, والبعض الثالث يتعلق بالمجتمع, ومهما تعددت الأسباب واختلفت وتنوعت,  فالنتيجة كانت واحدة, ونذكر أهم تلك الأسباب على النحو التالى.
  • تناول المتهم للمواد الكحولية وتعاطيه للحبوب المؤثرة على الصحة العامة والفاقدة للإدراك.
  • جهل المتهم وتقييمه للتبول اللإرادى للطفل  وكأنه باختياره ورغبته الشخصية.
  • قسوة المتهم وغلظة قلبه وانعدام الرحمة والدين والضمير وكل وازع أخلاقى لديه.
  • عدم ردع المتهم ردعآ كافيآ فى الإتهامات السابقة عليه وتوقيع عقوبات طفيفة عليه لا تتناسب مع سوابقه.
  • رعونة الأم وإهمالها وبحثها الدائم عن رغباتها وتحقيق طموحاتها الشخصية على حساب الأبناء.
  • التفكك الأسرى بشكل عام وترك الطفل يواجه مصيره بنفسه وهو فى هذا السن المبكر.
  • البطالة والفقر والجهل وهى عوامل وأسباب إجتماعية كثيرا ما كانت سببآ وعاملآ مشتركآ فى العديد من الجرائم.
ربما هذه كانت أهم الأسباب والدوافع من وجهة نظرنا الشخصية,  ومن وجهة نظر تحقيقات النيابة العامة نفسها, حيث إرتكزت أقوال إسماعيل حريقة سواء فى محضر التحريات الذى تم تحريره بمعرفة السيد المقدم محمد عاكف رئيس مباحث قسم شرطة المعادى فى ذلك الوقت, أو محضر التحقيق الذى تم بمعرفة النيابة العامة, على هذه الأسباب.

لقائى الثانى مع إسماعيل حريقة فى حجز قسم شرطة المعادى

انت نموذج حقير
اللقاء الثانى مع اسماعيل حريقة فى الحجز.
كان لقائى الثانى مع اسماعيل حريقة داخل حجز قسم شرطة المعادى, وذلك بعد القبض عليه وتنفيذ قرار النيابة العامة بالضبط والإحضار, ورغم أننى قد عقدت معه لقاء حصرى لحظة القبض عليه, ولكننى علمت بعد ذلك أن أم الطفل سيف قد تم استدعائها وإيداعها حجز القسم,  وأيضآ منى زوجة اسماعيل التى تم إيداعها الحجز أيضآ.

قررت أن يكون لى لقاء أخر مع الثلاثة داخل الحجز, وبمجرد دخولى حجز القسم,  وجدت عاصفة من الصراخ والبكاء ومحاولة الإعتداء على شخصى,  وعلى فريق عملى, مما دعا قوات الشرطة إلى فض هذا الإشتباك, ولم أنسحب, وقررت أن يكون لى لقاء أخر مع إسماعيل حريقة.

وبالفعل جلست معه,  وحاورته بكل هدوء عن الجرم العظيم الذى إرتكبه, وكان إسماعيل مازال يؤكد لى أن الطفل كان يتبول بشكل لا إرادى, وأنه قد سبق وحذره أكثر من مرة, وكنت أسمع له وأنا فى قمة الإندهاش والتعجب, وأثناء كلامه كان يؤكد لى ندمه عما ارتكبه, ويؤكد لى أيضآ أثناء كلامه بأنه وبالفعل نموذج قمئ, ونموذج حقير.

الخاتمة
وهكذا كانت هذه الحادثة من أهم ما عرضت له خلال مسيرتى الإعلامية,  فى مجال الحوادث والجرائم, لا يمكن بأى حال من الأحوال أن أنساها, فالمجنى عليه فيها كان طفلآ صغيرآ لم يتجاوز عمره السابعة, وكان المتهم فيها فحلآ غبيآ جاهلآ تجاوز الخسمة والثلاثون عامآ من عمره, وكان السبب فيها عجيبآ وغريبآ وفريدآ من نوعه, لتبقى هذه الجريمة ناقوس خطر يدق بعنف وقوة داخل مجتمعنا الذى يرفض مثل هذه الحوادث المؤسفة, حافظوا على أولادكم, لا تبحثوا عن تحقيق رغباتكم دون النظر أو الإهتمام بالأولاد ومستقبلهم, مثلما فعلت كريمة مع ابنها سيف, لا تثقوا فى أحد مهما كان علاقتكم به,  ولا تأتمنوه على أولادكم, فلم ولن يحافظ على الأبناء سوى أبويهم فقط لا غير, وشاهدنا كيف كان النموذج الحقير إسماعيل حريقة,  شخص غير مؤتمن على الطفل الصغير,  وأنهى حياته بكل مشاعر باردة, ولم يتقى الله فى هذه الأمانة, ليبقى على مر الزمان نموذج حقير, ولو قابلته بعد كل هذه السنوات فإننى سوف اكرر له وأقول له بكل اقتناع وثقة وضمير إنت نموذج حقير.



الإعلامى أحمد رجب
الإعلامى أحمد رجب
الاعلامى أحمد رجب.. ضابط شرطة سابق بوزارة الداخلية .. ومقدم برنامج مهمة خاصة على شبكة قنوات الحياة .. كاتب مستقل ومفكر.. حاصل على درجة الماجسنير من كلية الحقوق جامعة القاهرة.. خريج كلية الشرطة عام 1998 .. له العديد من البرامج التليفزيونية الناجحة وأشهرها برنامج مهمة خاصة .. تكرم من العديد من المؤسسات الرسمية والتعليمية وابرزهم وسام جامعة بنها وجامعة القاهرة ومعهد الاسكندرية العالى للاعلام .. محاضر غير متقرغ فى بعض الجامعات وابرزهم الجامعة الامريكية بالقاهرة.
تعليقات