بنترست ايمى تاتو _ انا ست ما عندهاش كتالوج
📁 آخر الأخبار

ايمى تاتو _ انا ست ما عندهاش كتالوج

 ما هى قصة ايمى تاتو

ايمى كمال الشهيرة بإسم ايمى تاتو, سيدة فى أواخر الثلاثينيات من عمرها إن لم تكن فى بداية الأربعينيات, نصبت نفسها خبيرة تجميل, واتخذت من وسائل التواصل الإجتماعى نوافذ تطل منها على الجماهير, ايمى تاتو استطاعت فى فترة وجيزة أن تحصد الملايين,  وقامت بتدشين فروع عديدة لها فى القاهرة, وأصبح يتابعها الملايين, وياليتها تقدم شئ هادف أو مفيد أو إيجابى, بل العكس هو الذى حدث تمامآ, وقد أثارت هذه  السيدة جدلآ واسعآ بين نشطاء السوشيال ميديا, فما هى قصة ايمى تاتو.

ايمى تاتو
ايمى تاتو _ انا ست ما عندهاش كتالوج.
وكما هو واضح فى الصورة, التاتو المنتشر على ذراعيها, وتعمدها لفت الأنظار إليها من خلال التاتو, وتعمدها تكريس مبدأ خالف كى تعرف,  وكى يتجمع حولك المتابعين والمتابعات, افعل ما هو غريب,  وافعل كل ما هو غير مألوف,  كى تجد لك مكانة بين أصحاب العقول السطحية  والباحثين عن الوهم وعن السراب.

فروع ايمى تاتو


ايمى تاتو
فروع ايمى تاتو.
تخيلوا ياسادة أن هذه السيدة التى تدعى ايمى تاتو, قد قامت فى وقت قصير للغاية بتدشين فروع عديدة لها فى القاهرة والإسكندرية وطنطا وغيرها من المحافظات, تخيلوا أن هذه السيدة قد استطاعت أن تراوغ العديد من المتابعين والمتابعات المصريين والعرب, وتوهمهم بقدرتها الفائقة على التجميل والتعديل وتنقيح البشرة بكل الوسائل والطرق المختلفة, مما جعل الألاف يبحثون ويستهدفون فروع ايمى تاتو.

قصدت وتعمدت أن تحطم الأسعار المتعارف عليها فى مجال التجميل, وكان مبررها أنها تريد أن تساعد الغلابة والمحتاجين والغير قادرين, بدأت تلعب على المشاعر والطيبة التى هى موجودة بالفطرة داخل كل البنى آدمين, أقنعت عدد هائل جدآ من السيدات بخبراتها وبراعتها وقدرتها الفائقة على تحويل الجاموسة إلى عروسة.

فروع عديدة ومحلات تجميل منتشرة هنا وهناك لهذه السيدة الغريبة التى تدعى ايمى تاتو, والغريب هو أننا من نصنع هؤلاء, ونجعل منهم شخصيات عامة ومعروفة, والأغرب هو قدوم بعض الفنانين إلى صالونات إيمى تاتو, لتستغل ذلك أقوى إستغلال,  وتتعمد أن تلتقط الصور التذكارية مع الفنانة الفلانية والفنان العلانى, ثم تنشر هذه الصور على حساباتها الخاصة على وسائل التواصل الإجتماعى كى تحظى باهتمام وثقة الجمهور.

ايمى تاتو مذيعة على قناة الشمس

ايمى تاتو
ايمى تاتو مذيعة على قناة الشمس.
وفى غفلة من الزمن, وفى سابقة ربما هى الأولى من نوعها, أن نجد هذه التاتو تظهر وتتقمص شخصية المذيعة ومقدمة البرامج على إحدى القنوات الفضائية الخاصة, مما جعل بعض طلبة كليات الإعلام يتحسرون على حالهم, ويبكون على السنوات الطويلة التى أضاعوها فى الدراسة والتعليم والتدريب والحصول على الدرسات العليا فى الإعلام.

لم تخسر قناة الشمس شئ, فأنا أعلم الذكاء الفطرى والخبرة الطويلة التى تملكها السيدة المحترمة سميرة الدغيدى,  مالكة قناة الشمس الفضائية ونجلها أحمد الدغيدى رئيس القناة, فهذه التى تدعى ايمى تاتو بالنسبة لقناة الشمس ما هى إلا سلعة رائجة من وجهة نظر صناع الميديا, استقطاب هذه السلعة والتحكم فيها وظهورها ضمن باقة برامج القناة, سوف يحقق رواجآ وإنتشارآ للقناة نفسها, بصرف النظر إن كان البرنامج من إنتاج القناة نفسها أو مباع, وياحبذا لو كان مباع, وأعتقد ومن وجهة نظرى الشخصية أنه برنامج مباع, بمعنى أن ايمى تاتو قد قامت بشراء الهواء لدى قناة الشمس, حيث أن السيدة سميرة الدغيدى لا تخسر أبدآ.

بالتالى فإن قناة الشمس هى المستفيدة الأولى والأخيرة من ظهور إيمى تاتو على شاشتها, أما إيمى تاتو,  فأنا أرى أن مركب النقص الحاد الذى بداخلها منذ صغرها,  هو الذى يدفعها لكل هذه المحاولات , من فرض نفسها وإيجاد مكانة لها فى المجتمع بكل الطرق والوسائل المختلفة, هاجم عدد كبير جدآ من المثقفين والفنانين وأصحاب الرأى وطلبة كليات الإعلام ظهور إيمى تاتو وتقمصها دور المذيعة فى برنامج يسمى "ضى القمر", تتحدث فيه عن التجميل والبشرة وغيرها من هذه الأمور, بل وتقدم فيه نصائح للمرآة والسيدات, وقد تم إيقاف هذه الفقرة بقرار من الهيئة الوطنية للإعلام بعد تلقى ألاف الشكاوى والإستغاثات ضد هذا الهراء.

ايمى تاتو وزوجها

ايمى تاتو
ايمى تاتو وزوجها.
تزوجت إيمى كمال الشهيرة بإسم آيمى تاتو وهى قاصر, تزوجت من شخص بسيط يعمل طباخ وطاهى للمأكولات, وكانت تقطن بإحدى الأحياء الشعبية الشهيرة بمحافظة القاهرة هى وزوجها, وأنجبت منه طفلآ واحدآ, وعانت إيمى معاناة صعبة للغاية, وكان هدفها وحرصها أن تسارع الوقت والزمن من أجل أن تكون لها ثروة تحميها هى وطفلها من الضياع, ذلك الضياع الذى تجرعت مرارته فى بداية حياتها.

لم تشأ ايمى أن تتحدث عن أبو ابنها أبدآ, وهو نوع من الذكاء والمكر الفطرى الذى تتمتع به هذه المرآة, فهى حريصة كل الحرص أن تراوغ أى متابع أو متابعة يوجه لها أى أسئلة خاصة أو تتعلق بهذه الأمور, فقط هى تعلن دومآ من خلال الفيديوهات القصيرة أو الطويلة التى تقوم بتدشينها على حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الإجتماعى بأن زوجها وأبو إبنها هو من علمها ودربها على  فنون الطهى والطبخ.

بالتالى فإن حياة ايمى وكل ما تعرضت له فى بدايتها هى أسرار خاصة تحتفظ بها لنفسها فقط, مع العلم أن نجلها الوحيد معها حتى هذه اللحظة, بل أن العديد من روادها وزبائنها يشاهدونه دائمآ فى صالون التجميل أو فى الفرع الرئيسى الذى تملكه ايمى, ليظل أبو ابنها من أسرار حياتها الخاصة جدآ التى لم تتطرق لها من قبل.

الإيد الساندة أفضل من الإيد الساجدة

عبارة أطلقتها هذه التى تدعى إيمى تاتو, جعلت الجميع يشن عليها هجومآ حاد, وذلك حينما قالت بإن اليد الساندة أفضل من اليد الساجدة, وهو مايدل على عدم وعى وجهل مطبق وعدم دراية أوثقافة عامة بمبادئ الشريعة والدين, وهو ما عرضها لشن هجوم حاد بعد هذه العبارة المستفزة والغير مسئولة.

وعندما أدركت ايمى هذا الخطأ الفادح الذى وقعت فيه قامت بتدشين فيديو آخر تبرر فيه هذه العبارة, ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى يصدر منها مثل هذه العبارات والجمل والمفردات الغريبة والغير مسئولة, لدرجة أن العديد من رواد السوشيال ميديا قد جعلوا من هذه العبارات إفيهات وكوميكس مختلفة.

إندهشت ومازلت مندهش من هذه التى تدعى ايمى تاتو, واندهاشى الأكبر من هؤلاء الذين يتابعونها ويتابعوا الفيديوهات التى تنشرها على حساباتها الالكترونية الرسمية المختلفة, وهو ما جعل منها ظاهرة مجتمعية تستحق منا العرض والتحليل والتقييم.

أنا ست ما عندهاش كتالوج

هى نفسها ايمى تاتو قالتها صراحة دون أن تعى حجم وقيمة العبارة التى نطقتها بعفوية فى إحدى الفيديوهات التى تقوم بنشرها من مطبخ منزلها, حيث قالت بأنها سيدة ليست لديها كتالوج, بما يعنى أن أفعالها وأسلوبها وإجاباتها لا يمكن التكهن بها أو توقعها, وهو ما لمسه وشعر به كل من تابع هذه السيدة التى تدعى أنها خبيرة فى التجميل.

ومن العبارات التى تدل على عدم وجود أى كتالوج على الإطلاق لدى هذه السيدة التى تدعى ايمى تاتو, هى العبارة التى قالت فيها بأنها ليست كوافيرة على الإطلاق ولكنها خبيرة فى التجميل بالختم, وكانت تقصد بذكرها الختم, كانت تقصد ختم القوى العاملة, فهى تريد أن تقول بأنها خبيرة باعتراف الدولة.

وبالطبع فإن هذا الهراء لم يكن له أى صدى تجاه المفكرين والمثقفين والعقلاء ممن أصابهم الذهول والدهشة, ليس فقط من العبارة نفسها التى نطقت بها هذه التاتو, بقدر ما كان الإندهاش من هؤلاء المتابعين والمتابعات الذين صدقوا هذا الكلام واعتبروها خبيرة رسمية بالفعل فى هذا المجال, وهو ما ساعدها كثيرآ فيما بعد على الإنتشار وبث الجهل والهراء على منصات ووسائل السوشيال ميديا بشكل عام.

الخاتمة
إن مثل هذه السيدات أمثال إيمى تاتو,  أراها ظواهر إجتماعية تستحق منا العرض والتحيليل والتقييم, كما أرى أن المشكلة ليست فى هذه الآفات التى تظهر علينا بين الحين والآخر لتحقيق مصالح شخصية على حساب الأخرين, ولكن المشكلة تكمن فى هؤلاء الآخرين أنفسهم, هؤلاء الذين يعطون لمثل هذه الآفات المجتمعية قيمة وقامة, وينظرون لها وكأنها شخصيات بارزة أو شخصيات عامة أو رموز بناءة, وهم فى الحقيقة أحد أهم عوامل التردى التى وصلت لها المجتمعات العربية فى الفترة الأخبرة, لذا فإننى أهيب فى هذا المقال بعدم الإنصياع أو الإيمان بمثل هؤلاء على الإطلاق, وعدم منحهم قيمة على الإطلاق, لأن ذلك هو الذى يصنع منهم نجومآ, ويصنع منهم شخصيات عامة فى المجتمع, وهم فى الحقيقة نجوم مزيفة, وشخصيات كرتونية وهولامية, أفرزتها عوامل إجتماعية عديدة, فالحرص كل الحرص من هؤلاء.


الإعلامى أحمد رجب
الإعلامى أحمد رجب
الاعلامى أحمد رجب.. ضابط شرطة سابق بوزارة الداخلية .. ومقدم برنامج مهمة خاصة على شبكة قنوات الحياة .. كاتب مستقل ومفكر.. حاصل على درجة الماجسنير من كلية الحقوق جامعة القاهرة.. خريج كلية الشرطة عام 1998 .. له العديد من البرامج التليفزيونية الناجحة وأشهرها برنامج مهمة خاصة .. تكرم من العديد من المؤسسات الرسمية والتعليمية وابرزهم وسام جامعة بنها وجامعة القاهرة ومعهد الاسكندرية العالى للاعلام .. محاضر غير متقرغ فى بعض الجامعات وابرزهم الجامعة الامريكية بالقاهرة.
تعليقات