عيدالحب _ أسطورة ابتكرها الغرب

عيد الحب أسطورة ابتكرها الغرب

حظى عيد الحب أو Valentine's Day بتصدر الترند فى مصر, وانتشرت الأسئلة والكلمات البحثية على محركات البحث حول عيد الحب, فالبعض يسأل ماهى قصة عيد الحب الحقيقية, والبعض الأخر يسأل ما هو معنى فالنتاين, وأخرون يسألون متى عيد الحب العالمى, وما هو عيد الحب فى الإسلام.

عيد الحب أسطورة ابتكرها الغرب.

والبعض ينقب ويفتش ويبحث على محركات البحث عن صور عيد الحب, فنجد جملة بحثية تقول"عيدالحب 2024صور", وأخرى تقول"متى عيد الحب 2024 بالميلادى", وجملة بحثية تقول "كلام عن عيد الحب 2024", وأخرى تقول"بوستات عيد الحب 2024", وعبارات بحثية أخرى مثل"عيد الحب 2024 كلام", ومثل "كم يوم باقى على عيد الحب 2024", ومثل" عيد الحب 2024 تويتر", وأخرى تقول"رسائل عيد الحب للعشاق", وفى النهاية لم يعلم كل هؤلاء أن عيد الحب ما هو سوى أسطورة ابتكرها الغرب.

ما هى قصة عيد الحب الحقيقية

ما هى قصة عيد الحب الحقيقية.

من وجهة نظرى الشخصية ووفقآ لقراءات عديدة وتمحيص شامل لكافة الوثائق التاريخية, فلا توجد أى قصة حقيقية تثبت وجود عيد للحب, وكل ما يتردد هو عبارة عن خرافات وأساطير لا سند لها ولا توثيق على الإطلاق, وربما أبرز هذه الأساطير هى الإستناد فى الإحتفال بعيد الحب إلى بعض التقاليد والعادات الرومانية القديمة, ثم الإستناد إلى ما يردده الأخوة المسيحيين خاصة الطائفة الكاثوليكية منهم.

ولأننا نتحرى دومآ الأمانة فى العرض فإننا نعرض لكم لهاتين الأسطورتين معآ, ولكم فى النهاية حرية الرأى والتحليل والتقييم, حيث استند البعض فى الإحتفال بعيد الحب لما كان يفعله الرومان قديمآ خاصة فى الخامس عشر من شهر فبراير من كل عام, حيث كانوا يحتفلون بما يسمى بعيد الخصوبة, ويطلقون عليه إسم "لوبر كيليا".

وفى هذا العيد كانوا يقومون بتقديم القرابين إلى الألهة, ويستعدون فيه لاستقبال موسم الربيع, أما الأسطورة الثانية فهى تتعلق بما ورد من أقاويل وأساطير تم ذكرها فى بعض الموسوعات القديمة, وأهمها ما حدث فى العصر الرومانى, عندما منع الإمبراطور الرومانى الزواج منعآ باتآ, وعارضه فى ذلك القديس فالنتاين, وهو من الطائفة الكاثوليكية المسيحية, مما دفع الإمبراطور إلى إعتقاله ثم التخلص منه نهائيآ.

ما هو معنى فالنتاين

ما هو معنى فالنتاين.

كما ذكرنا فى الفقرة السابقة فإن فالنتاين هو قديس مسيحى كاثوليكى, ذكرت الموسوعات القديمة بأنه كان يعيش إبان حكم الإمبراطورية الرومانية, وأن إمبراطور الرومان فى ذلك الوقت كان يدعى دقلديانوس, وكان قد أصدر فرمانآ بمنع الزواج نهائيآ, وذلك لصالح الخدمة العسكرية, فكان ممنوعآ تمامآ العشق أو الحب أو الزواج نهائيآ فى عهد هذا الإمبراطور الرومانى, وكان من يدعوا لذلك أو يخالف التعليمات الصادرة فى هذا الشأن يتعرض فورآ للإعتقال, حيث كانت التعليمات صارمة فى هذا الشأن وصريحة, ولا يمكن لأحد أيآ كان مركزه أو وضعه الإجتماعى أن يخالفها أو يتحايل عليها بأى شكل من الاشكال, ولكن فالنتاين كان له رأى أخر وتصرف غير متوقع.

وتذكر الموسوعات التاريخية القديمة بأن هذا الفرمان الصادر من الإمبراطور الرومانى كان فى نفس الحقبة الزمنية التى تعرض فيها الأخوة الأقباط لكل أشكال وألوان المعاناة من الرومان, خاصة طائفة الكاثوليك, حيث تعرضت الكنائيس الكاثوليكية لما لم تتعرض له من قبل على أيدى الرومان منزوعين الرحمة والإنسانية والضمير, وكان من هؤلاء الأقباط الأحرار هو القديس فالنتاين, هذا القديس المسيحى الذى وقف حجر عثرة أمام الحاكم الرومانى, وكان رمزآ للحب والعشق والمحبة والسلام, هذا القديس الذى بسببه كان عيد الحب, أو عيد الفالنتاين, حيث يعتبر فالنتاين هو مؤسس عيد الحب وصاحبه.

تصدى القديس فالنتاين للإمبراطور الرومانى, وكان يقوم بإبرام الزواج بين الشباب, ويدعو إلى المحبة وإلى الزواج وتكوين الأسرة, لأن هذا ما أمر به يسوع فى الكتاب المقدس, ولأن هذه هى الفطرة الإنسانية السليمة, وظل القديس فالنتاين يشجع العشق والحب والزواج, حتى علم الإمبراطور الرومانى بذلك فأمر بإعتقاله, وأثناء فترة الإعتقال ظل فالنتاين على مبدءه ولم يتخلى عنه أبدآ, وكان السجان المسئول عن حراسته يتودد منه ويغتنم من علمه, وطلب منه أن يعلم ابنته الثقافة والفنون, وكانت ابنه السجان تدعى جوليا, وكانت فتاة عمياء فاقدة للبصر, أحبها فالنتاين, وأحبته جدآ جوليا إبنة السجان, وقبل لحظة تنفيذ الحكم عليه بإنهاء حياته, أرسل لها خطاب من كلمتنين, يقول فيه" من فالنتاين إلى معشوقته جوليا", ليرحل بعدها القديس فالنتاين إلى الأمجاد السماوية, ومن بعدها أصبح فالنتاين هو رمز الحب والعشق.

ماهو عيد الحب فى الإسلام

لا يوجد فى دين الله الحنيف عيد للحب, والأعياد الإسلامية واضحة ومعروفة ومنصوص عليها سلفآ, ولسنا هنا لكى نتحدث عنها أو عن مواعيدها, فهى معروفة لدى الجميع, كما أننا لسنا بمشرعين أو فقهاء أو من ذوى الفتوى الشرعية على الإطلاق, لذا فنحن نستند فى ذلك لما سبق وأن أصدرته دار الإفتاء المصرية من تحريم الإحتفال بما يسمى بعيد الحب, واعتباره بدعة وخرافة ابتكرها الغرب وصدروها لنا لأغراض سياسية.

حيث أن ديننا يقوم على المودة والرحمة بين الزوجين, وهاتان الصفتان غير مرتبطتان بيوم أو موعد محدد, ولا يجوز لنا اختراع عيد لا ينص عليه كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم, والحب فى الغرب قد ارتبط ارتباطآ وثيقآ بكل ما يخالف شرع الله تعالى, حيث أن الأمر لا يتوقف على تبادل الزهور والورود الحمراء فقط, وإنما يتجاوز ذلك لأبعد مدى بما يغضب الله تعالى ويخالف حدوده مخالفة صريحة تستوجب العقاب فى الدنيا والأخرة, إلا من تاب وأمن.

ومن وجهة نظرى الشخصية فإن التعبير عن المشاعر الراقية والتعبير عن الحب أو الود أو المحبة لا يرتبط بيوم أو بتاريخ معين, ولو تم التعبير عن ذلك فى الرابع عشر من فبراير فلا ضرر من ذلك, طالما أنه تم بشكل طبيعى ومألوف وليس فى إطار الإحتفال أو إحياء ذكرى معينة تخالف الشارع الإسلامى, والله أعلى وأعلم.

لماذا عيد الحب حرام

كما ذكرنا سلفآ فإن عيد الحب وكما هو واضح له أساس وجذور إما وثنية عند الرومان عندما كانوا يحتفلون بهذا العيد الذى كان يسمى عندهم عيد الخصوبة أو لوبر كيليا, والذى كان يقام عندهم فى الخامس عشر من شهر فبراير, وكانوا يقدمون فيه القرابين للألهة والأصنام والأحجار, ويستقبلون بعده موسم الربيع, وغيرها من التقاليد الوثنية التى حرمها الإسلام تحريمآ قاطعآ ونهائيآ, بل أن الدعوة الإسلامية قد جاءت خصيصآ لمحاربة الشرك بالله وتوحيده الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوآ أحد, هذه من ناحية.

ومن ناحية أخرى فإن هذا العيد له جذور مسيحية عميقة, وقد شرحناها سلفآ, فهو فى الأساس هو يوم القديس فالنتاين, فهو عبارة عن إحياء ذكرى قديس مسيحى كاثوليكى يدعى فالنتاين, ومع احترامنا الكامل ومحبتنا لإخواننا المسيحيين فإن ديننا الحنيف قد منعنا منعآ باتآ عن التشبه بغير المسلمين,

حيث قال النبى صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود عن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال"من تشبه بقوم فهو منهم", ولأن إخواننا المسيحيين لا يمكن لهم ولا يجوز لهم فى كتابهم المقدس أن يقوموا بإحياء ذكرى شهدائنا أو ميلاد أنبيائنا وخاصة المولد النبوى الشريف أو غيرها, فإننا لا يجوز لدينا كمسلمين أن نقوم بإحياء يوم الفالنتاين, لذا فإن الإحتفال بعيد الحب حرام شرعآ فى الشريعة الإسلامية بشكل قاطع وواضح وصريح.

الخاتمة

بهذا نكون قد أوضحنا مفهوم عيد الحب أو Valentine's Day, وشرحنا كل ما يتعلق به, كى تتأكد لنا فى النهاية أن هذا العيد ما هو سوى أسطورة ابتكرها الغرب, نعم, أسطورة ابتكرها الغرب وصدروها لنا, ويجب علينا الإحتراز كل الإحتراز منها ومن غيرها من العادات والتقاليد التى لا يعرفها مجتمعنا الشرقى بشكل عام ومجتمعنا الإسلامى بشكل خاص, فنحن لا نمنع الحب على الإطلاق, فهذه الكلمة الراقية السامية النقية قد أوردها رب العزة فى سورة الروم وتحدث عنها بالمودة والرحمة اللذان هما أسمى وأرقى معانى الحب.