شاب جامعى يمكث يومآ كاملآ حيآ داخل القبر
المقابر, هذا المكان الفسيح الذى بمجرد ذكر اسمه تقشعر الأبدان, ترتجف المشاعر, ويسرح العقل, المقابر, هذا المكان المثير للجدل, نعم, مثير للجدل من نواحى عديدة, أهما تلك الأحداث الخفية, والكواليس المرعبة الغير مرئية, والمفارقات الغريبة التى تحدث وسط هذا السكون الموحش, ووسط هذا المجتمع الصامت, واليوم نشير ونوضح لكم عن واقعة أغرب من الخيال, لكنها حدثت على أرض الواقع, حدثت بين طرقات هذا العالم الصامت.
المقابر _ كيف خرج الشاب الجامعى من قبره/ بالفيديو والصور. |
وقبل الخوض فى تفاصيل هذه الواقعة الغريبة, دعونى أؤكد لكم أن هذا الشاب الجامعى الذى عاش حيآ داخل القبر, شاهد ما لم يمكن أن يخطر على بال أحد, وشعر بما لم يشعر به أحد من قبل, يومآ كاملآ عاشه هذا الشاب المسكين بين رفات الموتى, ووسط الظلام الحالك, ووسط مساحة صغيرة مظلمة مغلقة من كل الإتجاهات, قابلته وعشت معه الأحداث كلها, وتعمدت أن أذهب معه إلى المقابر, وبالتحديد إلى المقبرة التى مكث فيها يومآ كاملآ, يومآ لا يمكن أن ينساه فى حياته, فماذا حدث وما هى التفاصيل, ومن الذى ارتكب هذا الجرم الشنيع.
بالفيديو/ تفاصيل يوم كامل عاشه شاب جامعى داخل القبر
داخل المقابر, وبالتحديد فى محافظة القليوبية, مركز شبين القناطر, عاش الشاب الجامعى محمد عبدالظاهر, يومآ كاملآ داخل القبر, بين رفات وجثامين الموتى, وإننى أحسد هذا الشاب الصلب على قدرة تحمله, وعلى ثقته الكبيرة بالله عز وجل, تلك الثقة التى لولاها لمكث محمد فى القبر حتى يوم يبعثون, فقد كان على يقين كامل بأن الله تعالى سوف ينقذه من هذه المحنة العصيبة, وهذا الوقت القاسى الذى قضاه محمد حيآ داخل القبر, لم يكن الموضوع هين على الإطلاق, ولم يكن الإنتقام والغل مبرر بأن يتم القذف بهذا الشاب الجامعى المسكين حيآ داخل القبر, ولكن هذا ما حدث بكل أسف.
روى لى محمد عبدالظاهر تفاصيل هذا اليوم المشئوم, وبالتحديد تلك الليلة السوداء التى تعرض فيها لهذه الواقعة, حيث كان عائدآ فى وقت متأخر من الليل متجهآ بمفرده إلى منزله, بعد أن جلس وقتآ طويلآ مع بعض أصدقاءه وزملاءه فى الجامعة, كان محمد يسير على قدمه متوجهآ إلى منزله بمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية, ووسط الظلام فوجئ محمد بمجموعة من المسجلين الخطر المعروفين فى دائرة المركز, وقد أحاطوه من كل اتجاه, وسرقوا منه متعلقاته الشخصية وتليفونه وكل ما كان بحوزته من نقود.
والغريب أن هؤلاء المجرمين لم يكتفوا بذلك, ولكنهم أصروا على إصطحاب محمد إلى منطقة أبو المعاطى, وهذه المنطقة معروفة وشهيرة فى شبين القناطر بأنها تحوى مدافن الموتى, لذا فالجميع يطلق عليها هناك إسم"مقابر أبو المعاطى", ولم يكن يخطر على بال الشاب الجامعى محمد عبدالظاهر ثمة لحظة واحدة أن يقوم هؤلاء الأشخاص بفتح إحدى المقابر ووضعه فيها حيآ, ولا يمكن أن يستوعب أى أحد أن يحدث ذلك على أرض الواقع, ولكن هذا ما حدث, والأغرب من كل ذلك أن محمد لم يكن على أى خلاف مع ايآ منهم على الإطلاق, وليس لديه أى سابق معرفة بهم تمامآ.
مشاهد مرعبة شاهدها الشاب الجامعى داخل مقابر أبو المعاطى
مشاهد مرعبة وأحداث تفوق التوقعات والمنطق والعقل, سردها لى الشاب الجامعى محمد عبدالظاهر, مشاهد استشعرها بجسده ومشاعره وحواسه, مشاهد وأحداث لا يمكن أن ينساها فى حياته, وقد حاولت أنا شخصيآ أن أدلف إلى داخل هذا القبر الضيق الذى عاش فيه هذا الشاب يومآ كاملآ ولكنى تصببت عرقآ, ولم أتحمل المكوث لمدة خمسة دقائق, فما بال هذا الشاب الصغير الذى قضى يومآ كاملآ داخل القبر, ويمكن تلخيص هذه المشاهد المرعبة التى رواها وسردها لى هذا الشاب المسكين فى النقاط التالية:
- ضيق كامل فى الصدر واستشعار وجود رفات وبقايا عظمية كان يتحسسها بيده دون أن يشعر.
- إخفاق دائم فى القلب ورهبة فاقت الحد وتحسسه لبعض الأثواب بيده التى اكتشف فى النهاية أنها أكفان.
- سكون تام لم يقطعه سوى نباح الكلاب المستمر الذى كان يسمعه محمد على مسافة أمتار قريبة منه.
- إنعدام الرؤية تمامآ ولكن هذا لم يمنع من قدرته على استشعار محيط المكان وما يوجد به.
- لون عبارة عن ضوء فوسفورى فقط كان يتضح للشاب الجامعى بين الحين والأخر داخل القبر.
هذه كانت أهم ما استشعره هذا الشاب البسيط أثناء احتجازه داخل القبر, وقد لفت نظرى هذا الضوء الفوسفورى الذى كان يشاهده محمد بين الحين والحين, وعلمت بعد ذلك أنه لون دهان باب المقبرة, حيث أن هذا الدهان أو هذه البوية كانت تولد بين الحين والأخر شعاع فوسفورى بسيط, وهو ماجعل محمد يتوجه صوب هذا الضوء الفوسفورى الخافت, والذى لولاه لما استطاع محمد الخروج ابدآ من مكانه, وهو ما سوف نتعرف عليه فى السطور التالية القادمة.
كيف خرج الشاب الجامعى من قبره
كيف خرج الشاب الجامعى من قبره. |
بالطبع يظل خروج هذا الشاب من قبره, يثير فضول الجميع, لكن هذا ماحدث, وهذه كانت إرادة المولى عز وجل, خرج الشاب وسط ذهول كل أهالى شبين القناطر, الكل كان فى حالة هلع وذهول ودهشة, وقد صاحبت ورافقت قوات الشرطة إلى حيث المكان الذى كان محجوزآ فيه هذا الشاب الجامعى, وهى مقابر أبو المعاطى, حيث رافقت رئيس مباحث مركز شرطة شبين القناطر ومعاونو مباحث المركز, وذلك أثناء معاينة المقبرة وإعادة تمثيل الواقعة بالكامل من جانب المجنى عليه محمد عبدالظاهر, وكما توضح الصورة أعلاه مكان المقبرة والمنفذ الذى خرج منه محمد, ويظل السؤال الملح, كيف استطاع هذا الشاب الجامعى أن يخرج من قبره ويعود للحياة مرة أخرى.
سرد لى محمد عبدالظاهر كل التفاصيل عن لحظة خروجه من القبر, حيث استمر ليلة كاملة كما ذكرنا سلفآ يجاور جثامين الموتى والرفات والعظام والأكفان, وكان فى حالة رعب شديد, ولكنه وعلى حسب قوله, كان دائم التسبيح والذكر المستمر لله عز وجل, فلم يكن أمامه ملاذ سوى الإلتجاء إلى الله والتضرع له, وعند اقتراب الساعة من السادسة صباحآ, سمع محمد صوت من الخارج, الصوت كان عبارة عن همس بين بعض الرجال الذين كانوا يسيرون بجوار المقابر وبالتحديد بجوار القبر الذى كان قابعآ بداخله هذا الشاب المسكين, قفز فجأة وسط الظلام, وسار منحنيآ صوب شعاع الضوء الفوسفورى الذى كان يتضح له بين الحين والأخر, وظل ينادى ويصرخ بأعلى صوته"إلحقونى إلحقونى إلحقونى", ويسمعه هؤلاء الرجال الذين كانوا بالخارج, ويسرعون صوب مصدر الصوت.
وعلى الفور يتم الإستعانة بتربى المنطقة, وبعض الشباب والأهالى, الذين قاموا بفتح شباك القبر, لتكون المفاجأة الكبرى, وهى وجود هذا الشاب حيآ داخل القبر, يسرع الأهالى بإأحضار بعض الماء له, والبعض الأخر منهم يقوم بإبلاغ الشرطة, يتكهرب الجو, ويزيد تجمهر الناس, ويظهر شقيق محمد, ويعمل نجار بالمنطقة, ويسرع له ويحتضنه ويسقط ساجدآ على الأرض حامدآ لله تعالى على نجاة شقيقه, حيث كانت الأسرة تبحث عنه طيلة الساعات الماضية دون جدوى, ويروى محمد كافة التفاصيل لرئيس مباحث مركز شرطة شبين القناطر, ويتم تحديد هوية الجناة والقبض عليهم فى وقت قياسى.
وهكذا يسدل الستار على أغرب واقعة قابلتها فى حياتى, فرغم أننى سجلت كثيرآ داخل المقابر, ولكن هذه الواقعة تحديدآ تظل عالقة فى ذاكرتى وفى وجدانى, حيث أن تفاصيلها كانت أغرب من الخيال, ويظل التحذير للجميع, بالحيطة والحذر الدائم من عدم ترك أولادكم بالخارج, خاصة فى الساعات المتأخرة من الليل, فلا نعلم ماذا سوف يحدث لهم, ولكم فى هذا الشاب الجامعى مثال وعظة, فهو لم يرتكب أى جرم على الإطلاق, وليس له أى خلافات مع أحد, ورغم ذلك تعرض لهذه الواقعة المأساوية, وشاهد من الأهوال ما لم يشاهده أحد, فالحرص كل الحرص, والحيطة كل الحيطة, وتوخى الحذر التام, خاصة أننا نعيش فى زمن عضوض كما أخبرنا سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه, والله خير حافظآ وهو أرحم الراحمين.