📁 آخر الأخبار

حلمى بكر _ لماذا ابتسم نجله فى جنازة والده

 سر ابتسامة إبن حلمى بكر فى جنازة والده

حلمى بكر, الموسيقار حلمى بكر الذى أثار الجدل فى حياته ومماته معآ, هذا الرجل الذى لم يرحمه الناس أثناء حياته ولا بعد مماته, بل لم يرحمه أقرب المقربين له , حلمى بكر الذى أعطى لمصر الكثير والكثي, ر وكان من أواخر ما تبقى من زمن مصر الجميل, كانت نهايته مأساوية بكل المقاييس, بقى جسده أيام وأيام حتى تم دفنه وذهابة إلى مثواه الأخير, لنفاجئ بالعديد من الأحداث والشائعات والأقاويل حول هذا الملحن المبدع الذى لم يملك من الأمر مجرد الرد عليها.


حلمى بكر _ لماذا ابتسم نجله فى جنازته.

استوقنى نجله هشام, وابتسامته التى لم تغادر ملامحه حتى فى أحلك الظروف التى مر بها والده, كان شئ غريب جدآ تلك الإبتسامة التى كانت تكسو وجه هذا الشاب, والتى شاهدها الجميع عبر الصور العديدة والمتناثرة التى تم نشرها على مواقع الأخبار, خاصة بعد وفاة الملحن حلمى بكر, وإنتظار جسده داخل ثلاجة إحدى المستشفيات لحين قدوم نجله هشام, فما سر هذه الإبتسامه التى شاهدناها جميعآ فى أكثر من لقاء ظهر فيه هشام نجل الملحن حلمى بكر.


حقيقة مرض حلمى بكر 

عانى حلمى بكر فى الفترة الأخيرة من حياته من مشاكل صحية عديدة, وربما ومن وجهة نظرى الشخصية أرى أن المشاكل النفسية والحالة المزاجية لهذا الفنان المبدع الكبير كانت هى أهم ما أصابه فى السنوات الأخيرة, خاصة مع جحود نجله الوحيد الأكبر, وعدم سؤاله عليه إلا كل سنة مرة, وربما كان يمر العام يلو العام دون وجود أى إهتمام أو سؤال من نجله الوحيد. ويمكن أن نسرد لكم المشاكل الصحية التى مر بها حلمى بكر فى النقاط التالية وهى:

  • عدم استقبرار واضطرابات عديدة وشديدة فى الوعى والإدراك.
  • جفاف مستمر وشديد فى خلايا الجسم نتيجة امتناعه عن تناول الطعام نهائيآ خاصة فى الأيام الأخيرة له.
  • تضخم ملحوظ فى البروستاتا مما أدى إلى تضاعف الألم والمعاناه لديه وإصابته بحالة من اليأس والإحباط.
  • عدم استقرار السكر وارتفاعه لمعدلات قياسية كادت أن تودى بحياته أكثر من مرة فى الفترة التى سبقت الوفاه.
  • ارتفاعات ملحوظة فى ضغط الدم نتيجة المشاكل العديدة التى كان يمر بها الراحل خاصة فى مجال الأسرة.
  • الإضطرابات المستمرة فى مجرى البول وما أدى إلى تفاقم الألم المستمر لديه.
  • إصابته بفشل كلوى مما ضاعف من التأثير على جهاز مناعة الجسد بشكل ملحوظ.
  • جفاف الدم الذى تعرض له مؤخرآ قبل الوفاه.

ورغم كل هذه الأمراض التى كان يعانى منها حلمى بكر رحمه الله, إلا أن نجله الأكبر والوحيد كان فى عالم أخر, لم يسأل على والده, ولم يطمئن عليه بشكل دورى, ووصل به الجحود مؤخرآ إلى الظهور بهذا الشكل المسئ ليس له فقط ولكن أيضآ لوالده ولتاريخه, حيث لم تغادر الإبتسامة ملامحه على الإطلاق.

إبن حلمى بكر يلتقط الصور السيلفى  فى سرادق عزاء والده

حلمى بكر
إبن حلمى بكر يلتقط صور تذكارية فى عزاء والده ولا تعليق.

حالة من الغضب الشديد تجلت وسط رواد السوشيال ميديا ومواقع التواصل الإجتماعى, بعد أن ظهر هشام إبن الملحن الراحل حلمى بكر بهذا المشهد المخزى, حيث يلتقط الصور السيلفى والتذكارية فى عزاء والده, وكأنه فى مناسبة مبهجة, وكأنه سعيد بوفاة والده ورحيله, الصورة كانت مستفزة للغاية, صورة ضد الفطرة الإنسانية, وضد المشاعر الوجدانية التى قذفها الله فى قلوب الأبناء تجاه والديهما, صورة جعلت الجميع يهاجم هذا الإبن الأرعن الذى لم يحسن تصرفاته على الإطلاق وظهر بهذا الشكل المتردى.


وأيآ كانت الظروف أو المشاكل أو الفجوة التى كانت بين هذا الإبن الذى يدعى هشام وبين والده, فليس هناك أى مبرر على الإطلاق أن يظهر هذا الإبن بهذا الشكل وهذه الإبتسامة, فالصورة تغنى عن التعبير, ولسنا بحاجة إلى شرح أو توضيح أو تحليل, ولكن الشئ الغريب الذى استفز الجميع واستفزنى أنا شخصيآ, هو ذلك الجحود الفطرى المتأصل داخل قلب هذا الشاب, فلا يوجد أى معنى أخر يمكن أن ندلل من خلاله على هذا المشهد المؤسف سوى الجحود.


وهو جحود وصل إلى أفاق عليا ودرجات متناهية من الغلظة, وهذا الأمر ضد الفطرة, وضد كل الشرائع, ضد ما نص عليه القرآن الكريم. وضد ما ورد فى الكتاب المقدس, بل وضد كل ما ورد فى التوراه, ضد الدين وضد الأعراف العامة والتقاليد والمبادئ والأصول والعادات والتقاليد التى هى من صميم اواصل العلاقات بين ذوى الأرحام, خاصة أقارب الدرجة الأولى, الذين تربطهم روابط الدم الوثيق, ولكن مع ابن حلمى بكر, أرى الدم وقد تحول إلى ماء بارد مجمد.


المتسلقين الباحثين عن الشهرة والظهور فى وفاة حلمى بكر

وعلى جانب أخر نفاجئ بمجموعة من الشخصيات البرجوازية الفاشلة التى اعتادت ركوب الترند ومحاولة تصدر المشهد بأى شكل وبأى طريقة وبأى وسيلة, دون ضمير ودون شفقة ودون رحمة ودون تحرى الدقة فى كل ما ينطق به لسانهم الزالف من معلومات, وهى معلومات كلها مغلوطة ولا تمس الواقع بأى صلة على الإطلاق.


والأغرب من ذلك أن تستضيفهم القنوات,  وتفرد لهم المقالات الصحفية,  وتخصص لهم الصفحات,  وتفرد لهم مواقع الأخبار مساحات للتعبير عن أكاذيبهم وتضليلهم للرأى العام, لنكون أمام فتنة متكاملة الأركان, فالجميع يبحث عن مصلحته, هؤلاء المتسلقين يبحثون عن الشهرة , والصحف والمواقع تبحث عن الترند وعن الإنفراد, أما الذى توارى جسده  بين التراب فلا يهم أحد فى شئ,  اللهم سوى التعرض لخصوصياته وحياته الشخصية فقط دون وازع أو ضمير.


عدد كبير من هؤلاء الباحثين عن الشهرة والظهور وتصدر المشهد,  فوجئنا بهم يطفون على السطح كالجراد, وكلآ منهم يدعى علاقته الوثيقة بالملحن حلمى بكر, وبزوجته, كلآ منهم يغنى على ليلاه, لنكون أمام حالة متردية للغاية من صناعة الأخبار الكاذبة وتضليل الرأى العام, وترويج الشائعات والأخبار الكاذبة, ماذا فعل حلمى بكر فى حياته حتى يتعرض لكل هذه المهاترات التى لم يسلم بها فى حياته ولم يسلم بها بعد مماته.


رسالة للمبتسم إبن الملحن الكبير رحمه الله حلمى بكر

وفى النهااية لا يسعنى سوى أن أتوجه برسالة سريعة لهذا المبتسم الذى يدعى هشام إبن الملحن الكبير رحمه الله حلمى بكر, كن على يقين أنك كما تدين تدان, وأنك سوف تدفع فاتورة باهظة فى حياتك, إن لم يكن أجللآ فهو عاجلآ لا محالة, سوف تتعرض يومآ ما لما تعرض له والدك, سوف تعيش الحزن والألم والدموع والوحدة والقهر, مثلما عاشهم والدك, سوف تتمنى أن يأتى يومآ تشاهد فيه والدك مرة أخرى ولو بالصدفة, ولكن هيهات هيهات, سوف يدور فى عقلك فلاش باك عن تاريخ مضى بينك وبين والدك, تاريخ سابق  لم يلمس فيه سوى الجحود والفجوة منك, نعم منك, حتى لو كان والدك هو من صنع هذه الفجوة,  فأنت الذى أمرك الله بأن تسارع له لتسد هذه الفجوة,  وتجلس تحت قدمه, ولكنك جعلت الغريب هو من جلس تحت قدمه.


إعلم كل العلم أن الحياة سلف ودين, إعلم أن الدائرة سوف تضيق عليك يومآ ما, إعلم أن الأب هو أهم بنى أدم فى حياة كل شخص, ولا أحد يستطيع أن يعوض مكانه على الإطلاق, إعلم أن الأموال هى مجرد ورق عابر يتطاير فى الهواء, وأن الرحم وصلة الدم هما أعظم عند الله تعالى بعد الشهادتين,  وبعد التوحيد به سبحانه, كن على يقين أنك لم ولن تفلح فى حياتك, حتى وإن بدت لك الحياة مباهجها, فتأكد أنك يومآ ما سوف تدفع الفاتورة غالية جدا, فوق ما يتصوره خيالك.


أكاد أجزم أنك لم تعرف قيمة الأب يومآ ما , أكاد أجزم أنك لم تتربى على تعظيم الأب ومعرفة قدره ومكانته وسموه, أجزم أنك كنت مفتقد كثيرآ لأمور عديدة, وفاقد الشئ لا يعطيه, ولن يعطيه, محال تكون قد تربيت التربية التى تجعلك خير سند وظهر وعون لوالدك, محال أنك تعلمت يومآ ما قيمة الأب فى حياة كل إنسان, الأب الذى لم ولن يتكرر سوى مرة واحدة فى حياة كلآ منا, لقد خسرت كثير للغاية, ولن يربحك الله فى حياتك أبدآ, رحم الله الموسيقار الكبير حلمى بكر, رحم الله هذا المبدع رحمة واسعة.

الخاتمة


وفى النهاية لا يسعنا سوى أن نترحم على الموسيقار الكبير حلمى بكر, أخر من تبقى من زمن مصر الفنى الجميل, رحل حلمى بكر وترك وراءه مهاترات وفتن وجحود  لا يد له فيهم على الإطلاق, مهاترات وأكاذيب لم أرى فى حياتى مثلهم, لكنه ترك ما هو أعظم من ذلك بكثير وكان ذلك بإرادته وموهبته وجهده وفنه وابداعه وشقاه, ترك تراث فنى عظيم, وألحان خالدة ستظل دومآ تزخر بها المكتبة الموسيقية المصرية والعربية, فهو من لحن لرموز الطرب الأصيل فى مصر والعالم العربى, ليلى مراد, نجاة الصغيرة, وردة الجزائرية, وغيرهم وغيرهم من عمالقة الزمن الجميل, حلمى بكر يجسد حقبة مهمة فى تاريخ مصر الفنى, وتراث كبير لا يمكن التقليل من شأنه أبدآ, حلمى بكر رمز من رموز مصر.















الإعلامى أحمد رجب
الإعلامى أحمد رجب
الاعلامى أحمد رجب.. ضابط شرطة سابق بوزارة الداخلية .. ومقدم برنامج مهمة خاصة على شبكة قنوات الحياة .. كاتب مستقل ومفكر.. حاصل على درجة الماجسنير من كلية الحقوق جامعة القاهرة.. خريج كلية الشرطة عام 1998 .. له العديد من البرامج التليفزيونية الناجحة وأشهرها برنامج مهمة خاصة .. تكرم من العديد من المؤسسات الرسمية والتعليمية وابرزهم وسام جامعة بنها وجامعة القاهرة ومعهد الاسكندرية العالى للاعلام .. محاضر غير متقرغ فى بعض الجامعات وابرزهم الجامعة الامريكية بالقاهرة.
تعليقات