إنت نموذج حقير _ سر جملة انت نموذج حقير التى نطقتها بعفوية

 فتاة الشروق حبيبة الشماع ومفاجأت فى أولى الجلسات

فتاة الشروق حبيبة الشماع من جديد, فتاه الشروق وأولى جلسات محاكمة المتهم محمود هاشم محمود,  سائق اوبر الذى أودى بحياه فتاة الشروق التى لم يتجاوز عمرها الثلاثة وعشرون ربيعآ, إنها حبيبة أيمن الشماع التى خرجت من بيتها بمدينة الشروق ولم تعد له إلا جثة هامدة, بعد أن ألقت بنفسها من سيارة أوبر التى كان يقودها هذا المتهم, وقد سبق لنا وأشرنا إلى تفاصيل هذا الحادث المأساوى فى مقالة سابقة تحت عنون"حبيبة الشماع_ حكاية فتاة أوبر التى خرجت ولم تعد", واليوم نعاود مرة أخرى التعرض لهذه القضية بعد أن أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمها الرادع على المتهم منذ يومان.

فتاة الشروق _ 10 مفاجأت فى محاكممة سائق اوبر وانهياره بعد سماع الحكم.

كان الحكم بمثابة صدمة كبيرة لدى البعض وعلى رأسهم المتهم نفسه وذويه ومحاميه الدكتور عمرو عبدالمنعم, الذى وصف الحكم بأنه مجحف لموكله إجحافآ شديدآ,  فى الوقت الذى صرح فيه وقال بأنه لا تعقيب على أحكام القضاء, وكان ذلك خلال لقاءه مع بعض الصحفيين ومراسلى بعض القنوات الفضائية الخاصة عقب انتهاء الجلسة, وكان الحكم بمثابة صدمة كبيرة أخرى لدى البعض الأخر ممن اعتبره حكمآ غير غليظ لم يحقق الردع الكافى للمتهم, ولم يثأر حق الثأر للمجتمع ككل, ولكن تبقى هناك العديد من المفاجأت التى حدثت أثناء سير أولى جلسات المحاكمة, وما أعقبها, وما سبقها, فدعونا نستعرض معكم أدق هذه التفاصيل فى السطور القادمة.

والمصحف ده على عينى أنا برئ ومعملتش حاجة

المتهم يقسم بكتاب الله للقاضى بأنه برئ ومعملتش حاجة.

شهدت محكمة التجمع الخامس أولى جلسات محاكمة محمود هاشم محمود, المتهم بالشروع فى خطف حبيبة الشماع بمدينة الشروق بالقاهرة, حيث إنعقدت محكمة جنايات القاهرة داخل محكمة التجمع الخامس, وترأس المحكمة المستشار عاطف رزق كامل رئيس محكمة الجنايات,  وعضوية كلآ من المستشار محمد فرج السعدنى, والمستشار خالد شكرى عثمان, بحضور ممثل النيابة العامة الأستاذ محمد شريف, وأمانه سر شريف محمد على, وعلى غير العادة والمتوقع كانت هذه الجلسة هى الجلسة الأولى والأخيرة فى نفس ذات الوقت, وهو ما سوف نعرض تفاصيله فى السطور القليلة القادمة.

حيث شهدت القاعة حضور مكثف من قبل وسائل الإعلام المصرية وبالأخص مواقع الأخبار ومراسلى بعض القنوات الفضائية  الخاصة, حيث سمحت المحكمة بالتصوير والنشر من داخل القاعة, كما تواجدت أيضآ كاميرا وحدة الرصد والمتابعة التابعة للمكتب الفنى للسيد المستشار محمد شوقى النائب العام المصرى, وكالعادة وقبل إنعقاد المحكمة وبدء الجلسة العلنية سادت حالة الهمس والأصوت المختلطة والتكهنات بين الحاضرين, ودلف إلى القاعة أسرة حبية الشماع, حيث ظهر والدها باكيآ حزينآ يجر قدماه قدر استطاعته, كما حضرت أسرة المتهم, ثم نادى الحاجب نداءه الشهير صائحآ "محكمة", حيث دلف المستشار عاطف رزق كامل وكل أعضاء الهيئة الموقرة, فوقف الجميع تحية لهم, ثم سمح لهم رئيس المحكمة بالجلوس, وبدأت الإجراءات الحاسمة.

حيث قام رئيس المحكمة بتلاوة قرار الإحالة مستعرضآ فيه كافة تفاصيل القضية كما سردتها النيابة العامة فى الأوراق وبالتحديد فى قرار الإحالة, مستعرضآ أيضآ التهم التى وجهتها النيابة العامة للمتهم وهى الشروع فى خطف أنثى بالإكراه,  وتعاطى جوهر الحشيش,  وقيادة مركبة تحت تأثير المخدر, ثم نظر القاضى إلى قفص الإتهام الحديدى الكائن على يسارهو  وسأل عن المتهم و وطلب مثوله أمامه, فتوجه له المتهم محمود هاشم و يرتدى الملابس البيضاءو  وبيده مصحف متوسط الحجم, وظلت عدسات الكاميرات تلاحقه بكثافة منذ خروجه من القفص مكبل الأيدى حتى مثوله أمام القاضى, وسأله القاضى قائلآ"إنت عملت كده يامحمود", فأمسك بالمصحف وأقسم عليه مؤكدآ أنه برئ ولم يرتكب شئ, قائلآ للقاضى"انا مستعد تحطوا البشعة على لسانى لو أنا كداب".

مرافعة تاريخية للنيابة العامة تحت إشراف التفتيش القضائى

مرافعة تاريخية للنيابة العامة المصرية.

نعم مرافعة تاريخية وعظيمة عودتنا عليها النيابة العامة المصرية فى مثل هذه القضايا, مرافعة اختلط فيها القانون مع الأدب,  ليكرس لنا أدب قضائى يضاف إلى دفاتر وسجلات النيابة العامة بشكل خاص والقضاء بشكل عام, مرافعة خاطبت القلوب قبل العقول, مرافعة انهار معها والد حبيبة الشماع, وتأثر بها كل الحاضرين فى القاعة, مرافعة ألقاها الأستاذ محمد شريف وكيل النائب العام بفصاحة وبلاغة ومهارة وإتقان, ألقاها وكأنه يتحدث بلسان حال كل مواطن فى مصر, مرافعة لا يمكن أن تصفها الكلمات ولكن الفيديو الذى وثقها والمنشور على الموقع الإلكترونى للنيابة العامة المصرية هو خير وأفضل من أى شرح أو كلمات.

يكفى أن نبرهن ونؤكد لكم أن النيابة العامة ستظل دومآ هى حصن الحريات, وهى خط الدفاع الأول للمواطن بشكل خاص والمجتمع بشكل عام, فهى محامى الشعب, وممثله الشعب, ونائبة الشعب, والأمينة على الدعوى العمومية فى كل مراحلها, منذ بدايتها وحتى نهايتها, هى سلطة الإدعاء وسلطة التحقيق, التى تنظر دومآ إلى الصالح العام, والتى تهدف دومآ إلى تحقيق الردع العام لكل من تسول له نفسه أن يسلك نفس مسلك المتهم, وتحقيق الردع الخاص للمتهم نفسه عما اقترفه من جرم فى حق المجنى عليها حبيبه الشماع بشكل خاص,  وفى حق المجتمع بشكل عام.

استعرض الأستاذ محمد شريف وكيل النائب العام تفاصيل الحادث, ووصف المتهم بالشيطان, وتحدث عن نهى الإسلام عن الترويع والتخويف, واستشهد بأحاديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, مؤكدآ أن المتهم قد روع أمة بأكملها, وتحدث عن غلظة قلب المتهم وعدم مبادرته بمساعدة حبيبة الشماع بعد أن ألقت بنفسها من سيارته, بل أنه تركها واستمر فى طريقه وعاد إلى بيته يتناول جوهر الحشيش المخدر غير مباليآ بحجم الجرم والذنب الذى أقترفه, ونظر وكيل النائب العام إلى رئيس المحكمة مؤكدآ له أن العزاء الوحيد لما حدث فى حق هذه الفتاة ذات الثلاثة والعشرين عامآ هو أن يصدر حكمه الرادع على المتهم, وأن يكون هذه الحكم حكمآ مشددآ.

دفاع سائق أوبر لم يقرء القضية ويعترف بذلك أمام القاضى 

دفاع سائق اوبر لم يقرء القضية ويعترف بذلك أمام القاضى.

من ضمن المفاجأت العشرة التى شهدتها جلسة محاكمة المتهم محمود شعبان محمود, هى مرافعة وكيله القانونى الدكتور عمرو عبدالمنعم, حيث لفت نظرى أن المحامى أكد لرئيس المحكمة أثناء مرافعته الشفهية أنه لم يطلع على القضية, مبررآ ذلك بأنه حاصل على الدكتوراه فى القانون الجنائى, وكنت مندهش إندهاشآ عظيمآ من كلمات الدكتور عمرو, وتساءلت هل الحصول على الدكتوره فى القانون الجنائى يجب ويحول دون دراسة وقراءة وتمحيص أوراق القضية بالكامل, فلم يكن هذا مبررآ على الإطلاق لعدم الإطلاع على القضية, وكان الأحرى والأجدر والأفضل بالمحامى الدكتور أن يستعرض أى مبرر أخر لعدم قراءته الدعوى, وليكن ضيق الوقت أو أى مبرر أخر.

ثم بدء يتساءل المحامى عمرو عبدالمنعم عن ماهية الإكراه الذى أسبغته النيابة العامة على جريمة الشروع فى الخطف المتهم فيها موكله, ودفع الدكتور عمرو عبدالمنعم ببطلان شهادة والدة حبيبة الشماع, حيث لا يجوز الإستناد إلى شهادة الأصول والفروع كما نص القانون, وأيضآ دفع ببطلان تحريات المباحث,  مؤكدآ أنها تحريات مكتبية استقاها محررها من لسان المتهم نفسه, ومن والدة حبيبة, وأنها تحريات لا تعزز دليل موجود بالفعل, كما طلب بتفريغ كاميرات طريق مصر السويس الذى شهد الواقعة, وتفريغ سجل مكالمات فتاة الشروق, ولم تستجب له المحكمة حسب قوله.

كما طلب المحامى من المحكمة تطبيق المادة 17 من قانون العقوبات التى تجيز للقاضى الرأفة بالمتهم والهبوط بالعقوبة درجة أو درجتين, ولكن المحكمة لم تستجب له أيضآ حسب قوله, وقد أكد الدكتور عمرو عبدالمنعم محامى سائق أوبر المتهم فى قضية فتاة الشروق, بأن مازال هناك فرصة ثانية فى الإستئناف كى يحصل المتهم على البراءة, وكان ذلك خلال لقاءه مع بعض الصحفيين عقب إنتهاء جلسة المحاكمة, مؤكدآ أنه البراءة مضمونة بنسبة كبيرة فيما يتعلق بجريمة الشروع فى الخطف, ولكنها شبه منعدمة فى جريمة تعاطى جوهر الحشيش المخدر, لكنه سوف يجتهد فى أن يطالب محكمة الإستئناف بالأخذ بالرأفة بالمتهم وتطبيق المادة 17, كما أكد بأن هناك فرصة أخرى ثالثة فى النقض.

4 تهم تواجه سائق أوبر المتهم فى قضية فتاة الشروق

4 تهم تواجه سائق أوبر المتهم فى قضية فتاة الشروق.

وجهت النيابة العامة للمتهم محمود شعبان محمود, المتهم فى القضية المعروفة إعلاميآ بقضية فتاة الشروق, وجهت له ثلاثة تهم, لتبقى تهمة رابعة نسختها النيابة العامة من واقع الأوراق التى قدمتها لها شركة أوبر للنقل الذكى, وهى الأوراق التى سوف تعرض على نيابة الشئون المالية والإدارية, وهى النيابة المختصة بفحص هذه الأوراق تحديدآ, ويمكن أن نجمل تلك التهم الأربعة فى النقاط التالية وهى كالتالى:

1. جريمة الشروع فى الخطف: وهى الشروع فى خطف فتاة الشروق بالإكراه مما دفعها لإلقاء نفسها من السيارة.
2. جريمة تعاطى الحشيش: وهو ما ثبت من تحليل البول والدم للمتهم ومن إعترافه هو شخصيآ أمام جهات التحقيق.
3. قيادة مركبة تحت تأثير المخدر: وهو جوهر الحشيش المخدر مما يعرض حياة الأخرين للخطر البالغ.
4. التزوير فى محررات رسمية: وهى القضية التى أحالتها نيابة الشروق لنيابة الشئون المالية والإدارية.

والتهمة الأخيرة وهى التزوير فى محررات رسمية يقصد بها قيام المتهم بالتزوير فى المستندات والأوراق التى قدمها لشركة أوبر للعمل لديهم, حيث بعد شكايته وتعدد الشكاوى ضده من العملاء وتقييمهم السلبى له, قام المتهم بغلق حسابه على تطبيق أوبر للنقل الذكى, ولكى يتمكن من تفعيل حساب جديد قام بالتقديم مرة أخرى مستخدمآ رقم قومى أخر, حتى يتسنى له القبول وحتى يتحايل على الشركة ويستطيع العمل معهم مرة أخرى.

وهى المعلومات والأوراق والأدلة التى قدمها محامى شركة أوبر الأستاذ محمد أمين للنيابة العامة, وقامت نيابة الشروق بنسخها وإحالتها للنيابة المختصة وهى نيابة الشئون المالية والإدارية, والتى سوف تحيلها بدورها إلى المحكمة الإقتصادية, ليواجه المتهم تهمة أخرى لم تكن على البال ولا على الخاطر, ولكن سوء عمله وسوء تقديره هو ما دفعه لذلك, وهذه التهمة الأخيرة سوف يعاقب عليها لاحقآ, حيث لم تتضمنها عقوبة السجن المشدد, الخمسة عشرة عامآ, التى تم الحكم عليه بها فى جلسة محاكمته عما إقترفه فى حق فتاة الشروق, ولكنها جريمة أخرى منفصلة تمامآ.

10 مفاجأت فى محاكمة سائق أوبر وانهياره بعد سماعه الحكم

مفاجأت عديدة شهدتها جلسة المحاكمة, محاكمة سائق أوبر المتهم بالشروع فى خطف حبيبة الشماع, أو فتاة الشروق, كما أطلقت عليها الصحافة المصرية, ويمكن أن نوجز هذه المفاجأت العشرة فى النقاط التالية وهى كالأتى:

1. الحكم من أول جلسة: وكانت مفاجأة من العيار الثقيل حيث لم يكن متوقعآ تمامآ أن يتم الحكم من الجلسة الأولى.
2. عدم قراءة القضية: وكانت المفاجأة الثانية عندما صارح محامى المتهم القاضى وقال له بأنه لم يقرء القضية.
3. طلب المتهم للبشعة: وكان الأغرب أيضآ عندما طلب المتهم من القاضى أن يضع البشعة على لسانه.
4. مرافعة النيابة العامة: وهى تعتبر أيضآ مفاجأة كبيرة حيث كانت المرافعة تاريخية بمعنى الكلمة.
5. أنا دكتور قانون جنائى: وكانت هذه الجملة من محامى المتهم مفاجأة للجميع فهو يبرر بها عدم قراءته للقضية.
6. أين الإكراه فى الجريمة: سؤال من محامى المتهم لم يكن فى محله على الإطلاق لأن الإكراه من تقدير القاضى.
7. رد فعل والد حبيبة: كانت مفاجأة أيضآ قيام والد حبيبة بالتصوير المستمر خاصة لدفاع المتهم أثناء مرافعته.
8. إنهيار المتهم : وذلك بعد سماعه بالعقوبة حيث كانت مفاجأة صادمة له ولم يكن يتوقع هذه العقوبة على الإطلاق.
9. عدم استجابة المحكمة: من ضمن المفاجأت أيضآ عدم استجابة الهيئة الموقرة لطلبات دفاع المتهم رغم شرعيتها.
10. تهمة التزوير: من ضمن المفاجأت أيضآ هى التهمة الرابعة التى سوف يواجهها المتهم وهى التزوير.

لنكون أمام عشرة مفاجأت شهدتها هذه الجلسة التى إنعقدت فى التجمع الخامس, وهى جلسة الجنايات التى باشرتها محكمة جنايات القاهرة برئاسة السيد المستشار عاطف رزق كامل,  وعضوية كلآ من السيد المستشار محمد فرج السعدنى,  والسيد المستشار خالد شكرى عثمان, بحضور ممثل النيابة العامة السيد الأستاذ محمد شريف, وأمانة سر شريف محمد على, وذلك فى القضية المعروفة إعلاميآ بقضية فتاة الشروق, قضية فتاة الشروق التى شغلت الرأى العام المصرى والعربى,  والتى كانت ضحيتها هى الفتاة الشابة حبيبة الشماع.

حكمت المحكمة فى قضية فتاة الشروق

الحكم فى قضية فتاة الشروق.

حكمت محكمة جنايات القاهرة على المتهم محمود شعبان محمود, المتهم بالشروع فى خطف حبيبة الشماع, فتاه الشروق, بالسجن المشدد خمسة عشرة عامآ,  مع تغريمه خمسين ألف جنيه,  وإلغاء رخصة قيادة المركبة التى كان يقودها. ليتم اسدال الستار عن الجولة الأولى فى هذه القضية, قضية فتاة الشروق, ويتبقى أمام المتهم درجتين من درجات التقاضى وهما الإستئناف والنقض.

ومن المتوقع أن يتم الطعن فى الحكم الصادر من محكمة جنايات القاهرة أمام محكمة الإستئناف,  وذلك خلال ستون يومآ من صدوره, مع العلم أن العقوبة الصادرة تشمل كافة التهم التى وجهتها النيابة العامة للمتهم, خاصة تلك التهم الثلاثة الأولى,  وهى الشروع فى خطف أنثى بالإكراه, وتعاطى جوهر الحشيش المخدر, وقيادة مركبة تحت تأثير المخدر.

لتبقى تهمة رابعة سوف تباشرها نيابة الشئون المالية والإدارية,  وهى الخاصة بالتزوير فى محررات رسمية, وهى محررات خاصة بشركة أو تطبيق أوبر للنقل الذكى, والتى من المرجح أن يمثل فيها المتهم أمام المحكمة الإقتصادية, وذلك بعد التحقيق الذى سوف تجريه النيابة المختصة معه وهى نيابة الشئون المالية والإدارية.

الخاتمة

وهكذا تكون هذه كافة التفصيلات والمعلومات والكواليس والأحداث والمفاجأت التى حدثت أثناء الجلسة, فى قضية فتاة الشروق, فتاة الشروق حبيبة الشماع, ولعل ذلك يعتبر درسآ لكل من تسول له نفسه أن يسلك مسلك هذا المتهم, بأن يروع الأمنين, أو يغتال فرحة وأحلام ومستقبل الأخرين, فلا أحد فوق القانون, ولا أحد يستطيع أن ينصب نفسه حاكمآ بأمره, أو جلادآ فى دولة يسودها القانون بحجم وقيمة مصر, فماذا فعلت تلك الفتاة المسكينة حتى يتم ترويعها بهذا الشكل, ماذا فعلت حبيبة الشماع كى تخرج من بيتها ولم تعد له مرة أخرى, ماذا إقترفت هذه الفتاة المسكينة حتى تكون نهايتها بهذا الشكل المأساوى, رحلة من خلال تطبيق أوبر تكون نهايتها هكذا, مشوار بسيط يشهد كل هذه الأحداث المؤسفة, والسبب هو هذا الشيطان الأدمى الذى تجرد من كل مشاعر الشفقة والدين والضمير, الذى لم يفكر ثمة لحظة بأن يعود بالسيارة للخلف وينقذ الفتاة, لكنه تركها على الأسفلت تواجه مصيرها المحتوم بكل جبروت وغلظة قلب, وهكذا يشرب من نفس الكأس, وهكذا يتذوق نفس ذات المرار, وهكذا سوف يعيش مذلولآ ملفوظآ من المجتمع بعد أن روع المجتمع بالكامل, نعم روع أمة بأكملها,  كما قال السيد الأستاذ محمد شريف وكيل النائب العام,  فى مرافعته التاريخية, ولم يروع حبيبة الشماع فقط, رحم الله حبيبة رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته.

                                     

تعديل المقال