📁 آخر الأخبار

جامعة الأزهر _ عاجل لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر

 الظلام حل فى الحسين الجامعى برحيل الدكتور إبراهيم الدسوقى

تتعدد مستشفيات جامعة الأزهر فى ربوع مصر, فهذه مستشفى باب الشعرية الكائنة بشارع بورسعيد بحى الظاهر العتيق, وهذه هى مستشفى الأزهر التخصصى الكائنة بحى مدينة نصر بالقاهرة, وهذه مستشفى جامعه الأزهر بدمياط, ومستشفى جامعة الازهر بأسيوط, وهذه مستشفى الزهراء الجامعى, وغيرها من المستشفيات التابعة للقطاع الطبى بجامعة الأزهر, ولكن تبقى مستشفى الحسين الجامعى هى أهم تلك المستشفيات على الإطلاق.

جامعة الأزهر
جامعة الأزهر _  لماذا إنطفأت أنوار الحسين برحيل الدسوقى.
وهذه الأهمية التى تكتسبها مستشفى الحسين الجامعى ليست من فراغ, ولكن هناك أسباب عديدة للغاية, أهمها قدم هذه المستشفى ومساحتها الشاسعة, وموقعها الجغرافى المتميز, فهى تقع فى حى الدراسة بقلب القاهرة, ويفصلها أمتار قليلة عن الجامع الأزهر ومسجد سيدنا الحسين, وأهم الأسباب التى جعلت هذه المستشفى تحظى بمكانة وشعبية جارفة لدى البسطاء من أبناء شعب مصر العظيم,  هو مديرها الراحل الدكتور إبراهيم الدسوقى, فهو رجل قلما ما يجود به الزمان, ولنا معه فى هذا المقال وقفات ووقفات, حيث كان رحيله بمثابة ظلام دامس عم على كل أرجاء الحسين الجامعى.

لماذا إنطفأت أنوار الحسين الجامعى برحيل إبراهيم الدسوقى

جامعة الأزهر
لماذا انطفأت أنوار الحسين الجامعى برحيل ابراهيم الدسوقى.
نعم وبدون مبالغة, لقد إنطفأت كل أنوار الحسين الجامعى, تلك المستشفى التعليمى الكبرى التابعة لجامعة الأزهر, بعد أن توقف قلبها عن الضخ, بعد أن فقدت شرياتها التاجى الذى كان يضخ فيها الحيوية والتألق والتميز والإنفرادية, بعد أن فارقتها الروح النقية الطاهرة التى قلما ما نقابلها فى هذا الزمن العضوض, إنه الأستاذ الدكتور إبراهيم الدسوقى رحمه الله.

كان رجل فريد من نوعه, دمث الخلق, طيب القلب, عطاء بطبعه, محب للبسطاء والفقراء ومحدودى الدخل والأيتام, كان محبوب الجماهير طيلة خمس سنوات,  وهى الفترة التى قضاها الدسوقى مديرآ لمستشفى الحسين الجامعى, الكل فى حى الدراسة كان يعشق هذا الرجل المهذب, سيدنا الحسين كله كان يتغنى بإسمه, فاقت شهرته حدود المكان لتصل إلى الأحياء والمناطق الأخرى, أطلقوا عليه نصير الغلابة, محبوب الجماهير, سند الفقراء والمحتاجين, وغيرها من الألقاب.

بمجرد أن تجلس معه,  تشعر وكأنك تعرفه منذ سنوات طويلة, بل تشعر أنه قريبك أو صديقك أو حبيبك أو شقيقك, كان لى الشرف العظيم فى أنى تعرفت على هذا الرجل العملاق, وجلست معه وقتآ قصيرآ لا يمكن أن أنساه فى حياتى, تعرفت عليه من خلال صديق مشترك,  وهو الأستاذ سيد طه فايز, نائب رئيس شباب حزب الوفد, وتلقيت خبر رحيله بكل أسى وشجن ولوعة فى القلب.

بصمات الدسوقى محفورة فى القلب ورحيله كسر ظهر الغلابة

جامعة  الأزهر
بصمات الدسوقى محفورة فى القلب ورحيله كسر ظهر الغلابة.
لا أحد ينكر بصمات هذا الرجل إلا كل جاحد, بصماته محفورة فى القلب لدى مئات الألاف من رواد مستشفى الحسين الجامعى, وذلك خلال خمس سنوات , هى فترة ولاية الدكتور ابراهيم الدسوقى مديرآ عامآ لمستشفى الحسين الجامعى التابعة لجامعة الآزهر, ويمكن أن نوجز لكم أهم تلك البصمات على سبيل المثال وليس الحصر فى النقاط التالية:
  • تقديم خدمات طبية مجانية على أعلى مستوى طبى وكأنك فى كبرى المستشفيات الإستثمارية.
  • استقبال الشكاوى طوال الوقت وفحصها بنفسه واستمرار مكتبه مفتوح على مدار اليوم لكل الناس والطبقات.
  • الإستبسال فى الدفاع عن زملائه وتلامذته وكأنه فى منصب نقابى أو مستشارآ قانونيآ لهم.
  • الإهتمام بغرف الرعاية المركزة والعمليات بشكل منقطع النظير وتوفير كافة اللوازم والمعدات الطبية بهما.
  • العمل الدءوب والمستمر على توفير كافة المعدات الطبية الحديثة وتطوير قسم الأشعة بشكل غير مسبوق.
  • الإهتمام بقسم الطوارئ والإشراف عليه بنفسه وتزويده بكافة الإحتياجات والمعدات الطبية اللازمة.
  • مضاعفة الكراسى المتحركة وتوفيرها بشكل مكثف لكل ذى إعاقة لا يستطيع السير أو الحركة بشكل طبيعى.
  • سنترال المستشفى كان له أولوية كبرى لديه حتى لا يشعر المواطن الذى يتصل بالمستشفى بأى تأخير فى الرد.
  • مطبخ المستشفى والأكل كان من أولى إهتماماته فكان يشعر المريض وكأنه فى فندق إستثمارى.
  • إشرافه بنفسه على النظافة والتعقيم المستمر فى كل أقسام وأرجاء المستشفى.
  • الإهتمام بالمصاعد وصيانتها حتى تستطيع أن تستوعب زوار المستشفى خاصة كبار السن.
  • قسم الأشعة والتحاليل والعيادات الخارجية كان دائم السير والتحرك فيهم للإشراف عليهم بشكل مستمر.
  • الإبتسامة التى لا تفارق وجهه والصلاة فى أوقاتها مهما كان إنشغاله أو أعباءه.
  • الود مع الجميع وعدم التفرقة بين هذا أو ذاك وإن البسطاء هم أقرب الناس له على الإطلاق.
  • قسم التمريض كان له أولوية خاصة أيضآ لدى الدكتور إبراهيم الدسوقى.
  • طلبة الطب والمتدربين من كليات طب جامعة الأزهر كان يتعمد منحهم كل خبراته العلمية والعملية.
  • مواصلة العمل بشكل مذهل دون أن يكل أو يمل فقد كانت أسعد أوقاته وهو يشرف على كل شئ فى المستشفى.
  • عدم وجود سكرتارية وعد الاعتراف تمامآ بوجود وسيط بينه وبين البسطاء ومحدودى الدخل على الإطلاق.
وهكذا كانت بصمات الدكتور ابراهيم الدسوقى,  محفورة فى قلوب الجميع, من زوار المستشفى,  للعاملين بها,  للمحيطين به,  لكل الناس على الإطلاق, ويبقى عم جمعة أقدم سايس فى منطقة الدراسة,  له وضع خاص لدى الدكتور ابراهيم الدسوقى,  وبكى عليه بكاء منقطع النظير, فما هى حكاية عم جمعة, الصديق الصدوق للعالم الجليل ابراهيم الدسوقى رحمه الله.

 أقدم سايس بالدراسة ورسالته المبكية للدسوقى فى كلمتين

جامعة الأزهر
أقدم سايس بالدراسة ورسالته المبكية للدسوقى هى سلام ياصاحبى.
يظل عم جمعة,  وهو أقدم سايس فى مطقة الدراسة,  يمثل حالة خاصة جدآ فى قلب الأستاذ الدكتور ابراهيم الدسوقى المدير السابق لمستشفى الحسين الجامعى, شئ غريب أن يرتبط عالم جليل من علماء جامعة الأزهر بشخص بسيط مثل عم جمعة, صداقة ومحبة قذفها الله فى حب البسطاء تجاه هذا الرجل,  فقيد جامعه الازهر  وفقيد مصر كلها,  الدكتور ابراهيم الدسوقى.

محال أن يصعد الدكتور الدسوقى إلى مكتبة قبل أن يستمر الضحك والأفشات والمداعبة بينه وبين عم جمعة, كان عم جمعة يحفظ موعد وصول سيارة الدكتور ابراهيم بالدقيقة والثانية, وكانت الفرحة ترتسم على وجه عم جمعة بمجرد أن يلمح سيارة الدكتور ابراهيم الدسوقى, كان عم جمعة السايس يشعر وكأن مستشفى الحسين الجامعى ملكآ خاصآ له, هكذا كان ابراهيم الدسوقى فى قلب محبيه من الفقراء والمساكين ومحدودى الدخل من المصريين.

منذ رحيل الدكتور ابراهيم الدسوقى فى اوائل شهر يناير الحالى, وقد فارقت الفرحة عم جمعة, زهد الحياة وتوقف به الزمن وهو يسترجع مشاهد عديدة كانت تجمعة بالدكتور ابراهيم, فلاش باك ومشاهد مؤثرة تدور داخل ذاكرة هذا المسن البسيط,  عن ذكرياته العديدة مع الدكتور ابراهيم الدسوقى, ترجمها كلها إلى دموع,  وإلى صوت متحشرج وهو يردد محددثآ نفسه قائلآ, سلام ياصاحبى.

عاجل لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر

جامعة الأزهر
عاجل لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر.
لا نملك جميعنا من محبى هذا الرجل البار الذى وافته المنية بعد أداء مناسك العمرة مباشرة بالمملكة العربية السعودية منذ أيام قليلة مضت, لا نملك نحن ومعنا تلامذته ورواده والطلبة الذين تدربوا على يديه,  والفقراء واليتامى ومحدودى الدخل,  ممن كان هذا الرجل يخصص لهم نفقات شهرية سرية,  تفتح لهم بيوتهم,  وترفع عنهم الشقاء والمذلة, لا نملك سوى أن نرسل هذه الرسالة إلى صاحب القلب الطيب,  الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر.

آملين وعاشمين وطامعين فى تلبية رسالتنا وطلبنا,  الذى لا ناقة لنا فيه ولا جمل, ولا صالح لنا فيه ولا مأرب, ولا هدف لنا فيه ولا مطمع, سوى إعلاء وتخليد سيرة وإسم هذا الرجل الشريف النزيه العاشق لعمله والمتفانى فيه طيلة سنوات عمره, سواء السنوات التى قضاها فى رحاب جامعة الأزهر أستاذآ ومعلمآ وعالمآ جليلآ, أو السنوات التى قضاها فى عمله الإدارى كمدير لمستشفى الحسين الجامعى,  وهى  خمس سنوات سابقة متواصلة,   استطاع أن ينقل فيها هذا الصرح الطبى العملاق وهو مستشفى الحسين الجامعى  نقلة نوعية وفريدة.

نلتتمس ونرجوا من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر,  أن يصدر قرارآ بإطلاق إسم الأستاذ الدكتور إبراهيم الدسوقى على إحدى قاعات مستشفى الحسين الجامعى, تلك المستشىفى التابعة لجامعة الازهر, تلك المستشفى  التى إن تحدثت جدرانها ونطقت أركانها, لطلبت منك نفس ذات الطلب البسيط يافضيلة الإمام, أتمنى وأتعشم أنا وكل محبى الدكتور ابراهيم الدسوقى, أن تصل رسالتنا إلى سيادتكم, ونعلم كل العلم أن فضيلتكم لم ولن تتوانى فى تلبية هذا الطلب الجماهيرى.

الخاتمة
وهكذا يتضح الفارق الشاسع والبون العميق بين مستشفى متدنى فى خدماته مثل مستشفى العياط التى سبق ورافقنا هيئة النيابة الإدارية فى التفتيش الإدارى عليها, لنكتشف فيها أهوال, وقد كان لنا مقال سابق هام للغاية تحدثنا فيه عن مرافقتنا الميدانية للنيابة الإدارية, وما شاهدناه داخل مسشتفى العياط العام من تدنى غير مسبوق فى كافة أقسام المستشفى, مما جعل النيابة الإدارية تقوم بفتح تحقيقات سريعة ورادعة مع مدير المستشىفى, شتان الفارق بين مستشفى كهذه ومدير غير مكترث بعمله, وبين مستشفى الحسين الجامعى إبان عهد الأستاذ الدكتور ابراهيم الدسوقى رحمه الله,  وهى إحدى أهم مستشفيات جامعة الأزهر على الإطلاق, وما تحقق فيها من انجازات مازال الجميع يتغنى بها حتى الأن, شتان الفارق بين هذا وبين ذاك, لذا كان من واجبنا الوطنى والأخلاقى أن نرسل لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر هذه الرسالة العاجلة, التى لا نبغى فيها سوى تكريس إسم هذا الرجل الذى كان عاشقآ لبلاده ولعمله عشقآ لا مثيل له, وكان رمزآ يحتذى به لدى الجميع.




الإعلامى أحمد رجب
الإعلامى أحمد رجب
الاعلامى أحمد رجب.. ضابط شرطة سابق بوزارة الداخلية .. ومقدم برنامج مهمة خاصة على شبكة قنوات الحياة .. كاتب مستقل ومفكر.. حاصل على درجة الماجسنير من كلية الحقوق جامعة القاهرة.. خريج كلية الشرطة عام 1998 .. له العديد من البرامج التليفزيونية الناجحة وأشهرها برنامج مهمة خاصة .. تكرم من العديد من المؤسسات الرسمية والتعليمية وابرزهم وسام جامعة بنها وجامعة القاهرة ومعهد الاسكندرية العالى للاعلام .. محاضر غير متقرغ فى بعض الجامعات وابرزهم الجامعة الامريكية بالقاهرة.
تعليقات