📁 آخر الأخبار

المجانين _ لهذه الأسباب المجانين ليسوا فى نعيم

 مهمة خاصة فى مستشفى المجانين

لم ولن أنسى هذا اليوم العصيب الذى قضيته داخل مستشفى المجانين بالعباسية, المجانين هذا الإسم الذى يسبب توتر فطرى لدى كافة العقلاء منا, المجانين, هذه الكلمة المثيرة للخوف من معظمنا, عالمهم عالم آخر,  وحكاويهم لا تخطر على البال, وما شاهدته معهم يعجز عن وصفه القلم.


المجانين
المجانين _ لهذه الأسباب المجانين ليسوا فى نعيم.
مفاجآت عديدة, وأسرار لا يعلمها أحد عن هذا العالم الخفى, وقصص أغرب من الخيال, كل مبنى من المبانى الكائنة خلف أسور مستشفى الأمراض النفسية بالعباسية يحوى بين جنباته تجارت واقعية حياتية عاشها هؤلاء, هؤلاء الذين كانوا فى يومآ ما عقلاء مثلنا, كان لهم حياة وعائلات وأعمال, لكنهم تحولوا فى غفلة من الزمن إلى مجانين, يلفظهم المجتمع ويرتعد منهم, ويخشى الحديث معهم أو الإقتراب منهم.

رقم مستشفى المجانين

المجانين
رقم مستشفى المجانين.
يمكنك التواصل مع مستشفى الصحة النفسية بالعباسية من خلال تليفون 022616255, وسوف يتم التواصل معك بكل إهتمام, فكثيرآ منا يسأل عن كيفية التواصل مع هذه المستشفى الشهيرة التى تقع فى أول شارع صلاح سالم فى تقاطعه مع شارع إمتداد رمسيس بالقاهرة, فالتواصل مع المستشفى أمر سهل للغاية, والإشارة إلى كيفية التواصل مع مستشفى العباسية نراه أمر هام للغاية ونحن بصدد كتابة هذا المقال, حيث أصبح المجانين الأن فى زيادة مستمرة للغاية.


ورغم أننا كان لنا العديد من المهام الخاصة فى مجال الصحة بشكل عام, حيث شاركنا العديد من الأجهزة الرقابية المصرية فى مأمورياتهم الميدانية لتفقد حسن سير العمل داخل أهم المستشفيات الحكومية فى مصر, وسبق وأن عرضنا لكم فى مقالات سابقة تفاصيل وكواليس أهم هذه المهام الخاصة, ومنها مهمتنا الخاصة التى شاركنا فيها هيئة النيابة الإدارية داخل مستشفى العياط العام بالجيزة, وكتبنا تفاصيلها فى مقال هام للغاية  عرضنا فيه وبالصور الحصرية كافة التفصيلات وكان تحت عنوان" لهذه الأسباب هيئة النيابة الإدارية فتحت تحقيقات فورية".


كما كان لنا أيضآ مقال هام جدآ عرضناه لكم أيضآ بعنوان" النيابة الإدارية أصابها الذهول داخل المشرحة والسبب", وكان لنا مقال ثالث تحدثنا فيه عن مستشفى الحسين الجامعى إحدى أهم المستشفيات الجامعية التابعة لجامعة الأزهر, وكان مقالنا بعنوان" عاجل لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر", ولكن تبقى مستشفى المجانين, واليوم الكامل العصيب الذى قضيناه داخل أسوارها الشاهقة, أمر مختلف تمامآ, وبه من الإثارة والغموض والمفاجأت, ما لا يخطر على البال ولا على الخاطر, وهو ما سوف نكشفه لكم فى السطور القليلة المقبلة.

شكل مستشفى المجانين

المجانين
شكل مستشفى المجانين.

مستشفى المجانين, هى أقدم مستشفى للأمراض العقلية فى مصر, فقد تم تأسيسها فى اوائل ثمانينيات القرن قبل الماضى, وبالتحديد عام 1883, وقد كانت فى الأساس سرايا مترامية الأطراف يملكها أحد الأمراء من أسرة فاروق الأول ملك مصر والسودان سابقآ, وقد تعرض هذا القصر الشاسع للهدم, ولم يتبقى منه سوى طابقين مطليان باللون الأصفر الفاقع, ليتم استغلال هذان الطابقان بمعرفة  الدولة, ويتم تحويل هذه السرايا الخاصة إلى مستشفى عام للأمراض العقلية تابعة للدولة, وأطلقوا عليها حينذاك إسم السرايا الصفرا, وكان ذلك عام1883.


مستشفى المجانين ذات مساحة شاسعة, حيث تبلغ مساحتها حوالى 66 فدان, وتقدم خدماتها الطبية لحوالى مئة ألف من المرضى بشكل سنوى, وحوالى 1500 مريض يتردد عليها داخليآ, حيث كافة خدماتها الطبية تقع فى إطار الطب النفسى, وأهم أقسام المستشفى هو قسم الصحة النفسية, والمستشفى وكما هو ظاهر فى الصورة تتكون من عدة مبانى متلاصقة, منهم مبانى مخصصة للرجال وأخرى مخصصة للسيدات, وبها مبانى أخرى للمراهقين, ومبانى أخرى للمحجور عليهم والموجودين داخلها على ذمة قضايا منظورة أمام المحاكم.


وقد عشت يومآ كاملآ أنا وفريق عملى داخل أسوار مستشفى المجانين بالعباسية, ودخلت مبانيها المختلفة, ودلفت إلى عنابرها, وتقابلت مع أطبائها وممرضيها والعاملين فيها, ودخلت عنبر الخطرين, وشاهدت بنفسى معظم المرضى المحجوزين, وعقدت معهم لقاءات مختلفة وحصرية, لا يمكن أن أنساها أبدآ, ودخلت غرفة العلاج بالكهرباء, وهى من أصعب أصعب أوجه العلاج الطبى, وتبقى حكايات المرضى هى أهم شئ على الإطلاق, حكايات مبكية, وقصص مؤلمة, نعرضها لكم تباعآ فى هذا المقال.

أخطارغرفة العلاج بالكهرباء داخل مستشفى المجانين

مستشفى المجانين
أخطار غرفة العلاج بالكهرباء داخل مستشفى المجانين.

كنت دومآ أسمع عن علاج المجانين بالكهرباء, وعن خطورة ذلك العلاج بالتحديد, وهو ما دعانى أن استغل فرصة تواجدى داخل مستشفى المجانين, وأطلب من المدير العام للمستشفى أن يشرح لى الأمر, بل طلبت أن أدلف بنفسى إلى داخل هذه الغرفة, وأرى المعدات والأجهزة الموجودة بها, وفعلت ذلك, بل ورقدت على السرير, واستمعت لكل المعلومات والفنيات المتعلقة بهذا النوع من العلاج, الذى يعد أخطر أنواع العلاج النفسى, ووصلت إلى معلومات غاية فى الأهمية يمكن أن نلخصها لكم فى النقاط التالية:

  • يستخدم هذا النوع من العلاج فى حالات الإكتئاب الشديد الذى لا يستجيب لأو جه العلاج الأخرى.
  • يستخدم أيضآ هذا العلاج لتحفيز وتنشيط الجهاز العصبى خاصة فى حالات الفصام المختلفة.
  • يتم وضع المريض تحت تأثير التخدير العام الكلى وليس التخدير النصفى أثناء هذا العلاج.
  • يتم تسليط التيار الكهربائى فى فروة رأس المريض تحديدآ لاستهداف الأنشطة الدماغية العصبية.
  • من الآثار الجانبية لهذا العلاج فقدان الذاكرة لدى المريض ولكن بشكل مؤقت ومحدود وليس كلى.
  • يستخدم هذا العلاج فى الحالات الشديدة الخطورة التى لا تستجيب لأوجه العلاج الأخرى البديلة.
  • هذا العلاج بالكهرباء يتم استخدامه بحذر شديد للغاية وتحت إشراف طبى كامل ومتخصص.

هذا النوع من العلاج النفسى, والذى يتم داخل غرفة متخصصة تسمى غرفة الكهرباء, يطلق عليه إسم "ETC", ويعد من أهم وأخطر أوجه العلاج النفسى داخل مستشىفى المجانين, ويتم اللجوء له بعد إجراء تقييم شامل لحالة المريض, والتأكد بأن هذا الخيار وهو العلاج بالصدمات الكهربائية, هو الخيار الوحيد والحل الوحيد الذى لابد من الإلتجاء له, بعد فشل كل أوجه العلاج الأخرى.

لهذه الأسباب المجانين ليسوا فى نعيم

المجانين
لهذه الأسباب المجانين ليسوا فى نعيم.
قمت بإجراء العديد والعديد من اللقاءات مع مدير مستشفى المجانين ونائبه ومع كافة الأطباء والطبيبات المتخصصين والمتخصصات, ومع كافة العاملين والمسئولين, ووصلت فى النهاية إلى نتيجة هامة للغاية, تتلخص فى أن مصطلح أو عبارة "المجانين فى نعيم", هى عبارة خاطئة تمامآ, ولا تعبر إطلاقآ عن حجم المعاناة والحزن الدفين والألم المستمر الذى شاهدته على أرض الواقع, فالمجانين ليسوا أبدآ فى نعيم على الإطلاق.


وقبل أن نوضح لكم الأسباب, دعونا نتفق أن مصطلح المجانين أو الجنون هو مصطلح غير دقيق تمامآ من الناحية الطبية, ويجب أن نستخدم بدلآ منه مصطلح "اضطرابات العقل", أو "الإضطرابات النفسية", ولكن جرت العادة والعرف بين العامة على استخدام لفظ المجانين, ولكن هذا أمر خاطئ من الناحية العلمية, والمجانين ليسوا فى نعيم لما سبق وأن أوضحناه سابقآ, وأيضآ لأسباب أخرى هامة يمكن أن نوجزها لكم فى النقاط التالية:

  1. الحياه اليومية: المجانين لا يستطيعون ممارسة كافة أنشطة حياتهم اليومية وهناك صعوبات عديدة يواجهونها.
  2. الأمراض المزمنة: وهذا يحدث فى بعض الحالات التى تعانى من اضطرابات العقل أو المشاكل النفسية.
  3. الأسرة والأصدقاء: أكثر من يعانون من المريض هم أسرته وأصدقائه والمحيطين به بشكل عام.
  4. صعوبة العمل: معظم من يعانون من الجنون أو الأمراض النفسية لا يستطيعون مباشرة أى عمل أو مهنة.
  5. السمعة والسيرة: وهو ما تعانى منها عائلة المجنون خاصة فى الأقاليم والأرياف وفى صعيد مصر.
  6. الحزن المستمر: وهى سمة نفسية لا إرادية يعانى منها المرضى ومعظمهم لا يعرف السبب.
  7. الضغط المستمر: وهو سبب وعامل مشترك لدى المريض من ناحيه وأسرته من ناحية أخرى.
  8. عدم تكوين أسرة: وخاصة لدى المرضى الذين يعانون من الجنون منذ الصغر والطفولة.

وهكذا ونظرآ لكل هذه الأسباب وغيرها من أسباب أخرى عديدة, فالمجانين ليسوا أبدآ فى نعيم, وهى عبارة خاطئة تمامآ, وحتى لو كانت على سبيل المزاح, فلا يجوز إنتشارها على الإطلاق, فهؤلاء المرضى يعانون أشد معاناه, وما يواجهونه ويتعرضون له يوميآ, يصعب على تحمله الجبال.


الخاتمة
يبيقى لنا مقال أخر سوف أسرد لكم فيه بالصور الحصرية لقاءاتى التى عقدتها داخل مستشفى المجانين, مع حالات مستعصية ومبكية للغاية, خاصة داخل عنبر الخطرين, حيث شاهدت فيه مالم يخطر على البال أبدآ, وحيث لن يتسع المقال هنا لسرد كل هذه التفاصيل, فسوف نخصص لكم مقال أخر نتحدث فيه باستفاضة عن قصص واقعية, وأناس كانوا أعقل العقلاء, تحولوا فجأة إلى مجانين, سوف أسرد لكم بالصور المبرهنة والمؤكدة كل هذه التفاصيل, ولكن سوف يكون ذلك فى مقال لاحق بمشيئة الله تعالى, وهكذا فإن المجانين ليسوا أبدآ فى نعيم.




الإعلامى أحمد رجب
الإعلامى أحمد رجب
الاعلامى أحمد رجب.. ضابط شرطة سابق بوزارة الداخلية .. ومقدم برنامج مهمة خاصة على شبكة قنوات الحياة .. كاتب مستقل ومفكر.. حاصل على درجة الماجسنير من كلية الحقوق جامعة القاهرة.. خريج كلية الشرطة عام 1998 .. له العديد من البرامج التليفزيونية الناجحة وأشهرها برنامج مهمة خاصة .. تكرم من العديد من المؤسسات الرسمية والتعليمية وابرزهم وسام جامعة بنها وجامعة القاهرة ومعهد الاسكندرية العالى للاعلام .. محاضر غير متقرغ فى بعض الجامعات وابرزهم الجامعة الامريكية بالقاهرة.
تعليقات