 |
| كواليس مهاجمة السحر والجمال بالكلاب البوليسية |
تظل الكلاب البوليسية وسلاح الكلابة بكلية الشرطة من أخطر وأهم العوامل التى تساعد فى كشف مخازن الحبوب والجواهر المخدرة, خاصة تلك التى يتم تخزينها وإخفائها فى باطن الأرض, أو فى أنفاق سحيقة, أو فى بالوعات جافة, أو فى أودية خفية, أو غيرها من الأماكن المستترة التى لا يستطيع العنصر البشرى الوصول لها على الإطلاق.
حكاية الكلبة كاسى ونجاحها الباهر فى مهمتها الخاصة
كنت حريص دومآ فى مهمة خاصة على توضيح الدور العظيم الذى تقوم به كلاب الشرطة, وخاصة الكلاب التابعة لسلاح الكلابة بأكاديمية الشرطة. لأنها مجموعة من الكلاب المنتقاه, التى تم إختيارها بعناية شديدة, سواء من حيث السلالة, أو من حيث القابلية للتدريب والتوافق والإستجابه معه, وكان من بين هذه الكلاب الكلبة كاسى , الألمانية الأصل, التى قامت بدور فعال جدآ وأداء أكثر من جيد فى كشف العديد من الأودية والبالوعات الجافة الكائنة تحت الأرض , والتى استخدمها تجار الجلب والتهريب فى تخزين بضائعهم المحرمة, كان للكلبة الكاسى الفضل فى كشف معظم هذه الأودية وضبط العديد من المخازن الممتلئة بالبضائع غير المشروعة, وهو ما دعانى إلى تحيتها أمام الكاميرا وذكر إسمها والحرص على التصوير معها والسلام عليها يدأ بيد, فماذا فعلت الكلبة كاسى داخل قرية السحروالجمال .
حكاية السحر والجمال قرية الرعب بمحافظة الإسماعيلية
لم تكن السحر والجمال إسم على مسمى إطلاقآ, بل كانت قرية الرعب بكل ما تحمل الكلمة من معنى, القرية تقع فى دائرة محافظة الإسماعيلية, تشاهدها وأنت تسير بسيارتك تجاه الإسماعيلية على الجانب الأيسر, طريق الإسماعيلية الصحراوى, وتحديدآ تجاه القاهرة, تبدو اشجارها الكثيفة ومساحتها الشاسعة على إمتداد النظر, تظن لأول وهلة بأنها مزرعة شاسعة تضم الأشجار الطبيعية والورود والأودية المائية الخلابة والمناظر الساحرة للعين, وهى بالفعل كانت كذلك, وكان يطلق عليها السحر والجمال, لكنها تحولت إلى أكبر معاقل الجريمة على مستوى مصر, خاصة بعد أن استولى العرب والبدوعلى مساحات شاسعة منها, خاصة ممن يحترفون حيازة الأراضى ووضع اليد بطرق ملتوية وغير شرعية, وهكذا حتى صارت قرية السحر والجمال مقصد لكل الأعمال الغير مشروعة وكل ما هو خارج على القانون, فاستوطنها أغلب الأشقياء خاصة من البدو, وخاصة ممن يحترفون منهم تجارة الجواهر والحبوب الغير مشروعة بكافة أنواعها, لذا كانت السحر والجمال محل هجوم متوالى وشرس من رجال وزارة الداخلية, وبعد أن ازدادت وتضاعفت معدلات الجريمة بهذا المكان, وبعد أن تقدم العديد من الأهالى وسكان المناطق المجاورة ببلاغات كثيفة جراء ما يحدث فى هذه الأرض الشاسعة التى يطلق عليها السحر والجمال , تحركت الداخلية فى إطار حملات ومأموريات قوية وكثيفة مدعمة بالمدرعات والأسلحة الثقيلة وفصائل قوات الأمن والأمن المركزى وسلاح الكلابة بأكاديمية الشرطة, وشاءت الظروف أن أكون مشاركآ فى أولى هذه الإقتحامات, حيث شاركت معهم بعدسة برنامج مهمة خاصة, لنشاهد بأعيننا مالم يكن فى الحسبان ولم يخطر على بالنا قط, حيث كنا قاب قوسين أو أدنى من الموت المحقق لولا عناية الله تعالى, وأبرز ما كان لافتآ للنظر هو الدور البطولى لسلاح الكلابة بأكاديمية الشرطة وخاصة الكلبة كاسى الألمانية الأصل .
كاسى الكلبة الألمانية المرشد العبقرى لرجال الأمن والمكافحة
رغم وجود عدد كبير ووفير من كلاب الشرطة المدربة, إلا أن الكلبة كاسى كانت قد أبدت تفوقآ ملحوظآ على معظمهم, وذلك فى كشف الأودية والأماكن الخفية فى باطن الأرض التى كانت تحوى العديد من الجواهر والحبوب الغير المشروعة والمجرمة, كانت الكلبة كاسى تنطلق وتجرى مسرعة, وجميعنا نسرع بالكاميرات خلفها, كانت تسرع بشكل غريب بصحبة مدربها, ثم تقف وتنظر حولها وتستنشق الأرض يمينآ ويسارأ فنظن جميعنا بأنها قد حددت المكان المستهدف’ ولكن سرعان ما تعاود الجرى والعدو مرة أخرى فنسرع نحن الأخرين ورائها, وهكذا يستمر الأمر أكثر من مرة حتى تنقطع أنفاسنا, وبمجرد وصولها إلى المكان الذى لا يستطيع أحد أن يحدده غيرها, حتى تقف مدة طويلة وتنخر بفمها فى المكان, ثم تنبح وتنظر إلى مدربها وكأنها تقول له "هذا هو المكان ياصاحبى"’ نعم وبدون مبالغة كانت الكلبة كاسى هى المرشد العبقرى لنا جميعآ بشكل عام, ولرجال الأمن ورجال المكافحة بشكل خاص .
أطنان من البانجو استخرجتها كاسى من تحت الأرض
وكما تظهر فى الصورة أطنان وأطنان من نبات البانجو المخدر استخرجته الكلبة كاسى من باطن الأرض, كميات كبيرة جدآ, قام تجار الجلب والتهريب بوضعها وإخفائها فى أودية وحفرعميقة تحت الأرض, بحيث لا يستطيع رجال المكافحة الوصول لها على الإطلاق, ولكن استطاعت الكلاب البوليسية والكلبة كاسى تحديدآ من تحديد الأماكن الخفية فى دقائق معدودة’ والوصول لها وكشفها أمام الجميع ليتم إحكام الدائرة وتطبيق القانون على هؤلاء الذين يتاجرون بصحة وعقول شباب مصر ويسعون فى الأرض فسادآ.
التحية كل التحية للكلبة كاسى وسلاح الكلابة
هذه كانت أبرز كواليس مهاجمة قرية السحر والجمال بمحافظة الإسماعيلية, وكان أبرزمافيها هى كلاب الشرطة ودورها المتميز فى مساندة ودعم وإرشاد رجال الأمن فى مأمورياتهم الخطيرة فى مثل هذه الأماكن الشائكة, ولعل هنالك العديد والعديد من الكواليس الأخرى المثيرة للغاية, والتى ربما لم يتسع لها مقالة واحدة, دعونا نستعرضها لكم مرفق معها صور حصرية مثيرة جدآ لم تنشر من قبل, صور تكرس تاريخ وفترة دقيقة جدآ من عمر الوطن, وهى الفترة التى أعقبت ثورات الربيع العربى, والتى سطرت فيها الداخلية المصرية أروع البطولات فى حفظ الأمن داخل البلاد, ربما يجهل معظم الناس هذا الدورالخفى الذى قامت به وزارة الداخلية المصرية بشتى أجهزتها, فى الوقت الذى كانت تعانى فيه الوزارة من هجوم ونقد وظلم وفتن من شرائح عديدة فى المجتمع, لكن هذا لم يثنى الداخلية المصرية عن دورها الوطنى فى مكافحة ورصد الجريمة بشتى أنواعها, وهو ماحاولنا قدر استطاعتنا أن نبرزه للشعب المصرى بعدسات برنامجنا مهمة خاصة, وربما الأن نستعرض معكم قرائنا الأعزاء كواليس أهم تلك المأموريات التى تشرفت فيها بمشاركة وزارة الداخلية, وتصويرها لحظة بلحظة, لكن دعونا جميعآ نتوجه بالتحية لسلاح الكلابة بكلية الشرطة وبالأخص الكلبة كاسى, ومازال هناك للحديث بقية .
